ونقول : إن هذه الآية غير صالحة لنسخ آية المتعة أصلاً ، وذلك لما يلي : أولاً : لا يصح تقدم الناسخ : إن آيتي حفظ الفروج الواردتين في سورتي المعارج والمؤمنون مكيتان متقدمتان . وقد حكى الآلوسي الاتفاق على مكيتهما [1] . وآية المتعة مدنية ، متأخرة ، والمتقدم لا ينسخ المتأخر ، بالبديهة و الاتفاق ، بل الأمر على العكس ، وهذا الإشكال آت في جميع الآيات الأخرى المدعى ناسخيتها لآية المتعة . وقد يعترض على ذلك بأن قولهم : إن السورة الفلانية مكية ، لا يعني أن جميع آياتها كذلك فلعل بعضها مدني . والجواب : أن ذلك لا يرفع الإشكال ، وذلك لما يلي : 1 - إن كلام الآلوسي ناظر إلى الآية ، لا إلى السورة . 2 - حتى لو كانت آية الفروج مدنية فهي أسبق من آية
[1] روح المعاني ج 5 ص 8 ، وراجع : جواهر الكلام ج 30 ص 147 .