آية الاستمتاع تفيد النكاح الدائم لوجوه أربعة : روى مجاهد [1] والحسن [2] ، في قوله تعالى : * ( فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن . . ) * [3] ، قالوا : النكاح ، وقالوا : إن مرادهما به هو خصوص الدائم . ونقول : لا يمكن الجزم بذلك ، لأن الاستمتاع أيضاً نكاح كما سترى . غير أن الأمر لا ينحصر بهؤلاء ، فإن البعض من غيرهم أيضاً [4] قد ذهبوا إلى إرادة النكاح الدائم ، استناداً إلى قرينة السياق . . قبلها وبعدها ، حيث إنه تعالى : إنما يتحدث عن الزواج الدائم مع ملاحظة التفريع بالفاء ، ثم ترتيب الإحصان على الاستمتاع .
[1] التمهيد ج 9 ص 122 ، وفتح القدير ج 1 ص 449 . [2] فتح القدير ج 1 ص 449 . [3] الآية 24 من سورة النساء . [4] هو الجصاص في أحكام القرآن ج 2 ص 179 و 180 وقال في البحر الزخار ج 4 ص 22 حول الآية : ( قلنا : أراد النكاح ، جمعاً بين الأدلة ) ونسب الرازي ذلك في التفسير الكبير ج 10 ص 49 إلى أكثر علماء الأمة ، وراجع شرح الموطأ للرزقاني ج 4 ص 47 ، والاعتصام بحبل الله المتين ج 3 ص 201 ، وزاد المسير في علم التفسير ج 2 ص 54 ، وروح المعاني ج 5 ص 7 .