واما تعميم التحليل بالنسبة إلى جميع الأزمنة والأعصار فلا هذا مع ما عرفت من ان المختار عندنا هو الاحتمال الأول ( ومثل رواية [1] حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام انه قال ان أمير المؤمنين ( ع ) حلَّلهم من الخمس يعني الشيعة ليطيب مولدهم ( وهذه الرواية صحيحة سندا والظاهر ان جملة يعني الشيعة التي وقعت تفسيرا للضمير في حللهم هي من كلام بعض الرواة أتي بها إخراجا للرواية عن الإجمال وعليه فلا يمكن استفادة المراد من مرجع الضمير تفصيلا فهل هو خصوص من كان من الشيعة في عصر أمير المؤمنين ( ع ) أو مطلقهم كما يحتمل أيضا أن يراد بالخمس فيها خصوص الأموال المغصوبة في عصره ( ع ) بيد خلفاء زمانه المنتشرة بين الناس كما عرفت مرارا انه هو المختار ومثل رواية أبي جعفر وهو احمد بن محمّد بن عيسى عن أبي جعفر عليه السّلام المتقدمة فحملها على إرادة تحليل مطلق الخمس وان كان ممكنا الا ان الظاهر منها إرادة حلية مقدار منه لا يستطيع المكلف على أدائه ومثل رواية أبى خديجة المتقدمة والسؤال فيها وقع عن أمر مستهجن جدا حيث قال حلل لي الفروج ومن ثم فزع أبو عبد اللَّه عليه السّلام فأراد رجل كان حاضر المجلس حيث رأى شدة فزعه ( ع ) أن يصلح كلام السائل حتى يخرجه عن الاستهجان فحمله على وجه حسن فقال ليس يسئلك أن يعترض الطريق انما يسئلك خادمة يشتريها أو أمرية يتزوجها أو ميراثا يصيبه أو تجارة أو شيئا أعطيه والإنصاف ان حمل سؤاله على ما ذكره الرجل بعيد غايته فأي ربط بين قول السائل حلل لي الفروج و
[1] ( وسائل أبواب الأنفال وما يختص بالإمام باب 4 رواية 15 عن علل الشرائع )