علم الرسول صلَّى اللَّه عليه وآله كما قال النبي صلَّى اللَّه عليه وآله في جدهم على عليه السّلام أنا مدينة العلم وعلي بابها وهم معصومون عن الخطاء في علمهم كما هم كذلك في عملهم فما يصدر عنهم فكأنما يصدر عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله بل هو هو وان لم يسندوه إليه مضافا إلى انه كان عندهم كتاب بإملاء رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله إلى على عليه السّلام وكان بخط على عليه السّلام وكان فيه جميع ما يحتاج إليه الناس مما بينه اللَّه تعالى لنبيه وقد بينه هو لوصيه وخليفته من بعده ومستودع علمه على عليه السّلام فورثه الأئمة عليهم السلام واحدا بعد واحد وكثيرا ما كانوا ينسبون ما أجابوا به أو ابتدؤوا به إلى ذلك الكتاب وانهم كذلك وجدوه فيه وربما كانوا يسندون رواياتهم كل إلى أبيه حتى ينتهي إلى على وهو عن جدهم رسول اللَّه صلوات اللَّه عليهم وهو عن اللَّه تعالى فأي سند أقرب إلى الحق من هذا السند وهل يقاس إلى هذا روايات وقع في طريقها من لم يقم على حجية قوله سلطان لو لم نقل بقيام الدليل على ميل كثير منهم عن طريق الصدق وسلوكهم سبيل الغي واللجاج فأيّ نفع في اسناد هذه الروايات بمثل هذا الطريق إلى النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وإن شئت مزيد استبصار في ذلك فانظر إلى الداهية العظمى بعد النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وإن شئت فسمه بالجاهلية الكبرى بعده فترى القوم كيف ضلوا وأضلوا عن الهدى والصراط المستقيم وكيف تركوا وراء ظهور هم من أمروا بتقديمه فأخذ منهم من أخذ وسلب من سلب وقتل من قتل وشرد من شرد فأخذ الناس بسبهم ولعنهم وكانوا يتقربون بذلك إلى أئمتهم إلى أن ضعفت الدولة الأموية بسوء فعالهم فطمع بنو العباس في الخلافة فاستنقذوها منهم فبينا هم كانوا يتنازعون إذ انتهز الفرصة وإرث علوم النبيين أعني محمّد بن على باقر العلم بعد النبي صلَّى اللَّه عليه وآله فدعى الناس إلى الحق ودنى منه