نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 451
يوم صدقة [1] ومن هذا الحديث ذهب بعضهم إلى أن المراد بالصدقة في الآية هو الأنظار وهو بعيد ، ولا استبعاد أيضا في أفضلية الابراء من الأنظار مع بقاء المال في الذمة وحصول كل يوم بل كل ساعة صدقة فيه ، مع أن القرض أيضا أفضل من الصدقة لاحتمال خيرية هذه الصدقة بخصوصها بالنص من الآية الشريفة والأخبار . ثم أكد سبحانه الترغيب إلى الطاعات سيما الصدقة والانظار والترهيب عن فعل المعاصي بقوله " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله " أي يوم القيامة أو يوم الموت فتأهبوا لمصيركم إليه " ثم توفى كل نفس ما كسبت " أي تستوفي فيه أجرة كسبه خيرا أو شرا " وهم لا يظلمون " بنقص ثواب الأعمال وزيادة عقاب المعاصي وعن ابن عباس أنها آخر آية نزل بها جبرئيل عليه السلام وقال : ضعها في رأس المائتين والثمانين من البقرة ، وعاش رسول الله صلى الله عليه وآله بعدها أحدا وعشرين يوما ، وقيل أحدا وثمانين وقيل سبعة أيام وقيل ثلاثة ساعات كذا في القاضي والكشاف و الظاهر أن المراد هذه الآية أي " واتقوا " إلى قوله " لا تظلمون " . وفي مجمع البيان : وروي عن ابن عباس وابن عمر أن آخر ما نزل من القرآن آي الربوا ، والظاهر أن الأول لبعد عدم هذا التحريم فيه إلى محل الفوت ، وأيضا هي المناسب لأن تكون آخر ما نزل ، ولهذا يفهم من كلامه أيضا في جامع الجوامع ذلك ، لأن كلامه مثل كلام الكشاف فتأمل . الثالثة : من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون [2] . " من " استفهامية مرفوعة بالابتداء ، و " ذا " خبره " و " الذي " صفة " ذا " أو بدله ، " وقرضا " مفعول مطلق بمعنى إقراضا " وحسنا " صفته ، أو بمعنى مقرضا محسنا فيكون حالا عن فاعل يقرض ، وكأن المعنى تحريص وترغيب على إقراض الله ولعل المراد باقراضه الأعمال لوجه الله ، سواء كانت ببذل النفس كما في الجهاد