نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 450
والثاني لفظا إذ يقال التصدق في عرف الفقهاء لما في الذمة بل الابراء " خير لكم " أي أكثر ثوابا من إنظاره أو مما تأخذونه بمضاعفة ثوابه ودوامه ، فأن مصدرية وما بعده مبتدأ بتأويل المصدر ، وخير خبره " إن كنتم تعلمون " حقيقة الخير و الشر ، أو حقيقة التصدق وثوابه ، وما فيه من الأجر الجزيل والذكر الجميل والانظار وما فيه ، أو إن كنتم من أهل العلم والتمييز ، تعلمون أن التصدق خير لكم . فبالحقيقة علمهم بأن التصدق خير متعلق على علمهم بالمعاني المذكورة لا خيرية التصدق في نفس الأمر ، كما هو الظاهر وهو ظاهر ، ففي الآية دلالة على أن التصدق يطلق على الابراء فيصح الابراء بالتصدق مطلقا إلا أن يظهر دليل غير قولهم وأنه خير من الأنظار ، ولا استبعاد في أفضلية المندوب على الواجب والظاهر أن أمثاله كثيرة ، ولا يمكن أن يقال إن التصدق مشتمل على الأنظار أيضا ففي الحقيقة الجمع بين الواجب والندب خير من الواجب كما قيل ، إذ لا معنى للجمع بينهما ، إذ لا إنظار مع الابراء ، وهو ظاهر ، ولعل المراد أن ترك المطالبة والتضييق على الغريم الذي هو الغرض من وجوب الأنظار يتحقق مع إبرائه فهو موجب لكثرة الثواب ، يعني أنه ما ترك واجبا وأتى بما هو الغرض منه ، ومع ذلك فعل فعلا مستحبا فثوابه أكثر ، ولا قصور فيه بوجه ، وعلى أنه إذا علم إعسار صاحبه لا يجوز الطلب والحبس بل يجب الأنظار ، وعلى أن الابراء حسن وخير وأن الأنظار واجب ، وإن كان بالنسبة إلى فاسق بل كافر وغاصب مع غنائه وإعساره أيضا . وبالجملة يدل على أن الاحسان حسن ، وإن لم يكن المحسن إليه من أهله ، ويدل عليه ما روي عنه صلى الله عليه وآله : اصنع المعروف إلى كل أحد فإن لم يكن أهلا له ، فأنت أهل لذلك [1] وعموم قوله عليه السلام أيضا من أنظر معسرا ووضع عنه أظله الله في عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، وعنه أيضا عليه السلام من أنظر معسرا كان له بكل