نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 424
في وصية رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام يا علي أوصيك بوصية فاحفظها ، وقال اللهم أعنه ، ومنها وأما الصدقة فجهدك حتى تقول قد أسرفت ولم تسرف ، فلعل قوله تعالى " ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا " محمول على ما ذكرناه فتأمل . والظاهر أنه غير مختص بهم عليهم السلام ، بل كل من فعل ذلك لله فقط لا غير له مثل ذلك الأجر للتأسي ، قال في مجمع البيان : وهي جارية في كل مؤمن فعل ذلك لله عز وجل ، فما قال في التذكرة من أن التاجر لو صرف جميع ماله في القربات فهو تبذير بالنسبة إليه للآية محل التأمل ، وهو أعرف قدس سره وأيضا يدل على حسن الصبر بل على وجوب الإيفاء بالنذر ، حيث يفهم من سوق الآية أن تركه موجب للعقاب . " إن الأبرار " جمع بر أو بار ، قيل هم الذين لا يؤذون الذر ، وقد ظهر مما سبق أنهم أهل البيت عليهم السلام " يشربون من كأس " الزجاجة إذا كانت فيها خمر وتسمى الخمر أيضا به " كان مزاجها كافورا " يمزج به ماء كافور ، وهو اسم عين في الجنة ماؤها مثل الكافور في البياض والريح والبرد " عينا " بدل من " كافورا " " يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا " يجرونها حيث شاؤوا من منازلهم [ وقد ظهر أنهم أهل البيت عليهم السلام ] " يوفون بالنذر " قال في الكشاف والقاضي : جواب من عسى يقول : ما لهم يرزقون ذلك ؟ والوفاء بالنذر مبالغة في وصفهم بالتوفر على أداء الواجبات ، لأن من وفى بما أوجبه هو على نفسه لوجه الله كان بما أوجبه الله عليه أوفى " ويخافون يوما كان شره مستطيرا " منتشرا " ويطعمون الطعام على حبه " قال فيهما : الضمير للطعام أي مع اشتهائه والحاجة إليه ونحوه " وآتى المال على حبه " " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " [1] ويحتمل الاطعام والله : أي على حب الله أي خالصا ، ويدل على المبالغة " إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا " قال في الكشاف : على إرادة القول أي حال كونهم قائلين ، ويجوز