نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 213
إسم الكتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن ( عدد الصفحات : 700)
يتحقق بدون الوجل عند ذكر الله بقوله تعالى " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " أي فزعت قلوبهم لذكر الله ويحتمل أن يكون المعنى الخوف والطمع عند ذكر أمر الله وثوابه ، ونهيه وعقابه ، والائتمار والانتهاء والانزجار ، فيحتمل أن يكون ذلك شرطا لكمال الايمان ، فيكون المراد إنما المؤمنون الكاملون في الايمان قال في الكشاف والدليل عليه " أولئك هم المؤمنون حقا " وفي الدليل تأمل فإن حقا يجوز أن يكون مفعولا مطلقا لمحذوف تأكيدا لمضمون الجملة كما ذكره أيضا فتأمل . ويحتمل كونه شرطا لمطلق الايمان فإن شرطه قبول الأمر والنهي ، بمعنى عدم الانكار ، والطمع في الثواب ، والخوف من العقاب ، وتحقق ذلك عنده . " وإذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا " يعني إذا قرئت عندهم آية من آيات الله الدالة على الله وصفاته زادتهم الايمان وفي هذا دليل على قبول الايمان الزيادة والنقصان ، ويدل على أنه لا بد من التوكل في الايمان قوله تعالى " وعلى ربهم يتوكلون " عطف على " إذا ذكر الله " كما قبله ، وعلى ربهم متعلق بيتوكلون أي لا يفوضون أمرهم إلا إلى الله تعالى ، ولا يخشون ولا يرجون إلا الله . ولنختم هذا البحث بآية " وما أفاء الله على رسوله منهم " [1] أي المال الذي أفاء الله أعاده وأرجعه وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله من الكفار ، وجعله فيئا له خاصة " فما أوجفتم عليه " أي فما أجريتم على تحصيله ومغنمه ، وهو من الوجيف هو سرعة السير " من خيل ولا ركاب " ولا تعبتم في القتال عليه ، وإنما مشيتم على أرجلكم و المعنى أن ما خول الله ورسوله من أموال بني النضير شئ لم تحصلوه بالقتال والغلبة " ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير " ولكن سلط الله رسوله عليهم وعلى ما في أيديهم كما كان يسلط رسله على أعدائه ، فالأمر فيه مفوض إليه يضعه حيث يشاء ، يعني أنه لا يقسم قسمة الغنائم التي قوتل عليها ، وأخذت عنوة و قهرا ، وذلك أنهم طلبوا القسمة فنزلت كذا في الكشاف ولكن فيه تأمل إذ سيجئ