responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 212


قيل : المراد بالأنفال الغنائم ، فالسؤال عن أحكام الغنيمة وكيفية قسمتها و إنها نزلت حين اختلف الناس في قسمتها وأن القاسم يكون [ من ] الأنصار أو المهاجر أي قل إن أمره إلى الله والرسول بأمر الله فيفعل ما يريد مما أمره الله تعالى به ، و هو الأحكام المذكورة مفصلا في قسمة الغنائم في كتب الفروع ، ويحتمل أن تكون ما هو المتعارف عند الفقهاء ، وهو الأمر الزائد الذي هو خاصة النبي صلى الله عليه وآله والإمام بعده كما ورد به الرواية عن الباقر والصادق عليهما السلام [1] أو الذي يعينه عليه السلام للناس يقول : من فعل كذا وكذا فله كذا وكذا ، ثم أمر الله تعالى بالتقوى بقوله " فاتقوا الله " أي اتقوا الله في الاختلاف والتشاجر والمنازعة في قسمة الغنيمة بل مطلقا في جميع أوامر الله ونواهيه " وأصلحوا ذات بينكم " أي أصلحوا الحال التي بينكم بالمواساة ، ومساعدة بعضكم بعضا فيما رزقكم ، وبترك الخصومة والمنازعة بالصلح والمحبة والسداد وتسليم أمركم إلى الله والرسول " وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين " ولا تخرجوا عما أمرتم به فإن الايمان يقتضي ذلك .
وفيه مبالغة حيث يشعر بأن الخارج عن طاعة الله ورسوله ليس بمؤمن ، بل تارك التقوى وإصلاح ذات البين أيضا كذلك ولا شك في ذلك مع الانكار والاستحلال بعد ثبوته ، فدلت على قسمة الغنيمة التي منها الخمس على الأول ، وتخصيص الأنفال به صلى الله عليه وآله على الثاني كما يقول به الأصحاب ، وتعيين الأجر إليه صلى الله عليه وآله لمن يساعده في الحرب على الثالث ، وعلى وجوب التقوى وإصلاح ذات البين مطلقا ، وهذا قد يكون واجبا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، إذا كان في خلافه ترك واجب ، بأن ارتكب أحد الخصمين ذلك ، وقد يكون مستحبا وهو مع عدم ذلك و خوف حصوله ، ففيه ترغيب عظيم وحث بليغ في إصلاح الخلق ، والمواساة والمساعدة كما دل عليه غير هذه الآية ، والأخبار مشحونة بذلك بحيث لا يمكن الخروج عن عهدة ذلك إلا لمن وفقه الله تعالى من أوليائه وأحبائه .
ثم بالغ في التضرع والخشوع والخوف حتى أنه يفهم منه أن الايمان لم



[1] راجع الكافي ج 1 ص 541 .

212

نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست