نام کتاب : روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه نویسنده : محمد تقي المجلسي ( الأول ) جلد : 1 صفحه : 59
أن لا يكون وسخا والمخمر المغطى عليه لئلا يدخل فيه شيء والحاصل المبالغة في النظافة وكأنه يسأل أنه إذا كان الماء نظيفا غاية النظافة أحب إليك أن يتوضأ منه أو يتوضأ من فضل المسلمين الذي يتوضأ منه من لا يعرف مذهبه ولا طهارته بل غالب أحوالهم النجاسة فقال عليه السلام لا يستحب من الإناء المخمر ، بل يستحب من فضل جماعة المسلمين فإن ظاهرهم الطهارة وأفعالهم محمولة على الصحة وببركة أيديهم تحصل البركة وبالاجتناب عنهم يحصل التنفر منهم والحكم بنجاستهم كما هو مشاهد من أهل الوسواس بل يحصل اختلال العقل ويصير وسواسيا تابعا للوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس . ولهذا ترى الأحمق الذي لا يعرف الهر من البر في نهاية الدقة في الوسواس بسبب إلقاء الشيطان ووحيه كما قال الله تعالى : « إِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ » [1] وهو وسائر الحمقى من أضرابه وأشكاله يتوهمون أنها من الإلهام من الله تعالى - ففي الصحيح ، عن عبد الله بن سنان قال : ذكرت لأبي عبد الله عليه السلام رجلا مبتلى بالوضوء والصلاة وقلت هو رجل عاقل : فقال أبو عبد الله عليه السلام وأي عقل له وهو يطيع الشيطان فقلت له وكيف يطيع الشيطان ؟ فقال سله هذا الذي يأتيه من أي شيء هو فإنه يقول لك من عمل الشيطان [2] أعاذنا الله وسائر المؤمنين من شره ووسواسه . « فإن أحب دينكم إلى الله الحنيفية السمحة السهلة » إشارة إلى قول سيد النبيين صلى الله عليه وآله وسلم بعثت إليكم بالحنيفية السمحة السهلة البيضاء [3] أي الملة المائلة من الإفراط والتفريط إلى الوسط والعدل لقوله تعالى : « وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً » [4] أو المائلة عن الشرك
[1] الانعام - 121 . [2] أصول الكافي كتاب العقل والجهل خبر 10 . [3] الجامع الصغير للسيوطي ج 1 حرف الباء . [4] البقرة - 143 .
59
نام کتاب : روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه نویسنده : محمد تقي المجلسي ( الأول ) جلد : 1 صفحه : 59