responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روض الجنان في شرح ارشاد الأذهان ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 42


وأكمل التحيّات ) جمع تحيّة والأصل : تحيية ، نُقلت كسرة الياء إلى ما قبلها وأُدغم الياء في الياء . واشتقاقها من الحياة لأنّ المحيّي إذا حيّا صاحبه فقد دعا له بالسلامة من المكاره ، والموت من أشدّها ، فدخل في ضمنها . واختصّت بالاشتقاق منها لقوّتها . والمراد هنا ما هو أعمّ من ذلك .
( ونبدأ في الترتيب ) وهو جمع الأشياء المختلفة وجَعلها بحيث يطلق عليها اسم الواحد ، ويكون لبعضها نسبة إلى بعضٍ بالتقدّم والتأخّر في النسبة العقليّة وإن لم تكن مؤتلفةً ، وهو أعمّ من التأليف من وجه لأنّه ضمّ الأشياء مؤتلفة ، سواء كانت مرتّبة الوضع أم لا ، وهُما معاً أخصّ من التركيب مطلقاً لأنّه ضمّ الأشياء مؤتلفةً كانت أم لا ، مرتّبة الوضع أم لا . ومنهم مَنْ جَعَل الترتيب أخصّ مطلقاً من التأليف . ومنهم مَنْ جَعَلهما مترادفين . ومنهم مَنْ جَعَل التركيب والتأليف مترادفين . فهذه ألفاظ ثلاثة موضوعة للدلالة على ضمّ شيء إلى آخر يحسن التنبيه عليها ( بالأهمّ فالأهمّ ) .
أي : نبدأ بالأهمّ أوّلاً ، فإذا فرغنا منه ، ذكرنا الأهمّ بالنسبة إلى الباقي . فبدأ بالعبادات أوّلاً إذ الأحكام الأُخرويّة أهمّ من الدنيويّة لأنها المقصودة بالذات من خلق المكلَّفين . وأتبعها بالعقود لتوقّف نظام النوع وقوامه على معرفتها ، ثمّ بالإيقاعات لأنّها بالنسبة إلى العقود كالفروع ، فإنّ الطلاق وتوابعه فرع النكاح ، والعتق وتوابعه فرع الملك الحاصل بالابتياع ونحوه ، وهكذا القول في نظائرها .
وأُخّرت الأحكام لأنّها خارجة عن حقيقة مستحقّ التقدّم ، كالفرائض والجنايات ، أو لازمة للعقود والإيقاعات معاً ، كالقضاء والشهادات ، واللازم متأخّر عن الملزوم طبعاً ، فأُخّر وضعاً ليطابق الطبع الوضع .
ثمّ بدأ من العبادات بالصلاة لأنّها أفضل وأكثر تكرّراً ، وقدّم عليها الطهارة لكونها شرطاً فيها ، والشرط مقدّم على المشروط ، وكان من حقّها أن تجعل باباً من أبواب الصلاة ، كباقي شروطها ، كما فعل الشهيد رحمه اللَّه في الذكرى ، لكن لكثرة مسائلها وتشعّب أنواعها أفردها عن باقي الشروط في كتابٍ ، وقدّم منها الوضوء لعموم البلوى به وتكرّره ضرورة في كلّ يوم ، بخلاف الغسل والتيمّم . وقدّم بعده الغسل على التيمّم لأصالته عليه ، والتيمّم طهارة ضروريّة ، وقدّم على إزالة النجاسات لأنّها تابعة للطهارة بالمعنى

42

نام کتاب : روض الجنان في شرح ارشاد الأذهان ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست