نام کتاب : روض الجنان في شرح ارشاد الأذهان ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 36
( فإنّ اللَّه سبحانه كما أوجب على الولد طاعة أبويه ) بقوله : * ( ووَصَّيْنَا الإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ ) * [1] ونظائرها . والمراد بالأبوين : الأب والأُمّ ، وجمعهما باسم أحدهما تغليباً ومراعاةً لجانب التذكير ، كما يراعى جانب الأخفّ مع التساوي فيه ، كالحسنين والعمرين ، ولو تساويا خفّةً وثقْلاً ، جاز جمعهما باسم أيّهما كان ، كالكسوفين والظهرين . ( كذلك أوجب عليهما ) أي على الأبوين ( الشفقة عليه بإبلاغ مراده ) حذف المفعول في الإبلاغ إيجازاً ومبالغةً وتفخيماً لشأن المريد ، أي بإبلاغه مراده ( في الطاعات وتحصيل مآربه ) جمع إرب . وفيه خمس لغات ، وهي : الحاجة ( من القُرُبات ) واحدها قُربة ، وهي ما يطلب بها التقرّب إلى اللَّه تعالى قرب الشرف لا الشرف . ( ولمّا ) حرف وجود لوجود ، وعند جماعة [2] ظرف بمعنى « حين » أو بمعنى « إذ » استعمل استعمال الشرط ، يليه فعل ماضٍ مقتضٍ جملتين وجدت ثانيتهما عند وجود الأُولى ، والفعل الماضي هنا قوله : ( كثر طلب الولد العزيز ) وهو هنا « الكريم » تقول : عززتُ على فلان : إذا كَرُمتَ عليه ( محمّد ) بدل من الولد ، أو عطف بيان عليه . ( أصلح اللَّه له أمر دارَيْه ) دنياه وآخرته ( ووفّقه للخير ) التوفيق : جَعْل الأسباب متوافقة ، وحاصله توجيه الأسباب بأسرها نحو المسبّبات ، ويقال : هو اجتماع الشرائط وارتفاع الموانع ( وأعانه عليه ، وأمدّ ) أي : أمهل وطوّل ( له في العمر السعيد ) أي : الميمون ، خلاف النحس . وإذا كان الوصف للإنسان ، قابلَ الشقيّ ، لكن يختلف فيهما الفعل الماضي ، فإنّه في الأوّل مفتوح العين ، وفي الثاني مكسورها ، قاله الجوهري . [3] . ( والعيش الرغيد ) أي : الطيّب الواسع ، يقال : عيشَة رَغد ورَغَد : أي طيّبة واسعة . ( لتصنيف ) متعلَّق ب « طلب » والتصنيف جَعل الشيء أصنافاً ، وتمييز بعضها من بعض . ( كتاب ) فعال من الكَتب ، وهو الجمع بمعنى المكتوب ، إلا أنّه خصّ استعماله بما فيه كثرة المباحث .