نام کتاب : رسائل فقهية نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 169
وأما أحد محتملي المتبائنين فهو وإن صدق عليه بعد ورود رواية باستحبابه أنه مما بلغ عليه الثواب ، إلا أن المحتمل الآخر أيضا كذلك ، فإن حكم بثبوت استحبابهما معا فهو خلاف الاجماع ، وإن حكم باستحباب أحدهما دون ا لآخر فهو ترجيح بلا مرجح ، والتخيير مما لا يدل عليه الكلام . هذا ، مع وضوح أن الأخبار منصرفة بشهادة فهم العرف إلى الشبهة الابتدائية دون الناشئة من العلم الاجمالي . وأما في القسم الأول : فالمعلوم الاجمالي حيث دار بين المطلق والمقيد . فيكون استحباب المقيد قطعيا ويشك في استحباب المطلق بما هو هو ، فيتسامح فيما ورد في استحبابه ، فتأمل . بقي هنا شئ ، وهو أنا [1] إنما حكمنا في القسم الأول بمجرد استحباب الفرد المشكوك ، وأما إثبات كونه امتثالا للكلي المأمور به المردد بين المطلق والمقيد بحيث يترتب عليه أحكام ذلك الكلي ، فلا . مثلا إذا ورد الأمر بنوافل الظهر أو صلاة جعفر فشككنا في أنه يشترط فيهما القبلة أم لا ؟ وورد رواية ضعيفة أو فتوى فقيه في عدم اشتراطهما بالقبلة ، فالفرد المأتي بها على خلاف القبلة لا يحكم عليها بأنها صلاة جعفر ، ولا أن الذمة برئت من نوافل الظهر ، بل ولا [2] من الأوامر القطعية المتعلقة بمطلق الصلاة ، فإن استحباب مطلق فعل تلك الأجزاء ولو على خلاف القبلة لا يستلزم الخروج عن عمومات الصلاة أو خصوصاتها . سر عدم التسامح في شروط المستحبات وأجزائها ومنه يظهر أن نية امتثال تلك الأوامر القطعية بهذا الفرد المشكوك تشريع محرم . وهذا هو السر في أنهم لا يتسامحون في شروط الماهيات المستحبة وأجزائها ، بل يلتزمون فيها بالمتيقن متمسكين بأن العبادات توقيفية ، كما ذكروا ذلك في
[1] في " ق " وهو أنه إنما . [2] في " ق " بل ولا بد .
169
نام کتاب : رسائل فقهية نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 169