responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 56


< فهرس الموضوعات > نصيحة الشهيد لطلبة زمانه وغيرهم < / فهرس الموضوعات > فاسْتَيْقِظُوا أيّها الإخوانُ من رَقْدَتِكُم ، وأفِيقُوا من سَكْرَتِكُم ، وتَلافُوا تَفْريطَكُم في أيّامِ هذه المُهلة قبلَ حلول المَنيّة ونزولِ البَليّة ، وقبلَ أنْ تُسْألَ الإقالةُ ولاتَ حينَ مقيلٍ ، وتَطْلُبون [ كذا ] الرَّجْعةَ ولا يوجَدُ إليها سبيل ، قبلَ : « أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ الله وإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ الله هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ » [1] .
وإيّاكم أنْ تَغُرّكم النفسُ الأمّارَةُ المُحِبّةُ للكَسَلِ والخَسارةِ ، وتقولَ لكم : إذا كان في الاشتغالِ بالفقهِ هذا الخطرُ العظيمُ وأبوابُهُ مسدودَة في هذا الزمان ، ورجالُهُ قليلة في هذا الأوان ، وطُلابه قليلة الأنصار والأعوان ، وتحصيل المرتَبة الصالحةِ قد عَزّ إليها المثال ، وفيما دونها من المرتَبة ما ذكرتَ من الأهوال فالاشتغالُ بعبادة الله تعالى أولى دُنيا ، وأحْرى وأحوطُ للمتّقين ديناً .
ما هذه والعياذُ بالله إلا خَطْرة رديّة ، وغرورات نفسانيّة ، ومَكايدُ شَيطانيّة ، وإلا فأينَ لنا البِناء على غير أساسٍ ، والمَشْيُ في ظلمة الدين بغير مِقْباسٍ ؟ وكيف تكون العِبادَةُ صحيحةً مع ما قد عَدَدْناه من الخطرات ؟ ! وكيف تصِحّ العِبادةُ مع تَرْكِ هذه الفرائضِ الواجبات ؟ ! وكيف تَقْصُرُ هِمّةُ العاقل على اكتسابِ فَلْسٍ إنْ حَصَلَ ، وهو قادر على اكتساب نفائس الجواهر ؟ ! وكيف لا يخافُ اللهَ من قَصّرَ مع وقوفِهِ على هذا الدليلِ الباهر ؟ ! وأين مرتَبة العِبادة الخالية عن العلمِ من العلم الذي هو عبادة ؟ ! بل هو روح العبادة ، بل العلمُ المُخْلَص علم وعبادة على تقدير سلامةِ العِبادة . فلو لم يَقْصِدِ العاقلُ لِنفسِهِ تحصيلَ منفعةٍ بالعلم فليقصِدْ دفعَ المَضَرّة فإنّ دفع المَضَرّةِ أولى من جلبِ



[1] اقتباس من الآيتين 56 - 57 مِن سورة الزمر ( 39 ) .

56

نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست