نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 57
النفع ، كما هو من المقدّماتِ المتّفقِ عليها . كيف وقد ورد في ثوابه ما قد أغنى عن التدوين والإظهار ، لمزيدِ الاشتهار . وقد رُوّينا بإسنادنا إلى مولانا وإمامنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه أنّه قال : مَنْ كان من شيعتنا عالماً بشريعتنا ، فأخْرَجَ ضُعَفاءَ شيعتِنا من ظُلْمَةِ جهلهم إلى نور العلم الذي حَبَوْناه به ، جاء يومَ القيامة على رأسه تاج من نور يُضِيءُ لأهل جميع العَرَصات . وعليه حُلَّة لا تَقومُ لأقلّ سِلْكٍ منها الدنيا بحذافِيرِها ، ويُنادي منادٍ : هذا عالِم من بعض تلامذة علماء آل محمّد ألا فمنْ أخْرَجَهُ من ظُلمة جهله في الدنيا فَلْيَتَشَبّثْ به يُخْرِجْه من حَيْرَةِ ظُلْمَةِ هذه الْعَرَصاتِ إلى نُزهِ الجِنان ، فَيَخْرُجُ كُلّ من كان عَلَّمَه في الدنيا خيراً ، أو فَتَحَ عن قلبه من الجهل قُفْلًا ، أو أوضَحَ له عن شبهَةٍ . الحديث [1] . وعن مولانا العسكري عليه السلام : أشدّ من يُتْمِ [ ال ] يتيمِ يتيم انْقَطَعَ عن إمامه ولا يَقْدِرُ على الوصول إليه ، فلا يَدْري كيف حُكْمُه فيما ابْتُلِيَ به من شرائعِ دينِهِ ، ألا فَمَنْ كان من شيعتنا عالماً بعلومنا ، فَهَدى الجاهِلَ بشريعتنا كان معنا في الرفيق الأعلى [2] . وعِماد ذلك كلَّه ومِلاكُه تصحيح النيّة ، وإخلاص الطوِيّة ، وتوجيهُ المَقاصدِ نحوَ لمحبوبِ . فليست المعاملةُ إلا بالقلوب فإنّ الله تعالى لا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكم ، وإنّما يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكم [3] . رَزَقَنا اللهُ تعالى وإيّاكم نَيْلَ هذه المرتَبةِ ، وحَلانا بأنوار هذه المنقبةِ ، وجَعَلَ
[1] « تفسير العسكري » عليه السلام ص 339 ، ح 215 « الاحتجاج » ج 1 ، ص 10 « منية المريد » ص 115 . [2] « تفسير العسكري » عليه السلام ص 339 ، ح 314 « الاحتجاج » ج 1 ، ص 9 « منية المريد » ص 114 . [3] إشارة إلى حديث مرويّ عن النبيّ صلَّى الله عليه وآله في « أمالي الطوسي » ص 536 ، ح 1162 و « تنبيه الخواطر » ج 2 ، ص 64 .
57
نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 57