وفيه أيضاً نقلًا من ( إرشاد القلوب ) عن موسى بن جعفر : عن آبائه عليهم السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام : قال : في بيان فضل هذه الأُمَّة « ومنها : أن الله عزّ وجلّ فرض عليهم في الليل والنهار خمس صلوات [1] في خمسة أوقات ، اثنتان بالليل وثلاث بالنهار [2] » . وما في ( العلل ) عن علل بن شاذان عن الرضا عليه السلام : في علل أوقات الصلوات « إن الله تعالى أحبّ أن يبدأ في كلِّ عمل أوّلًا بطاعته وعبادته ، فأمرهم أوَّل النهار أن يبدؤوا بعبادته ، وينتشروا فيما أحبّوا من مؤنة دنياهم ، فأوجب صلاة الفجر عليهم [3] » . وما في ( الكافي ) في الصحيح عن الحلبيّ : : سألت أبا عبد الله عليه السلام : عن الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، فقال « بياض النهار من سواد الليل [4] » . وفي ( الفقيه ) : قال أبو جعفر عليه السلام : « صلاة الليل ما بين نصف الليل إلى آخره [5] » . والجواب عن هذه الأخبار وشبهها ممّا دلّ بظاهره على إطلاق النهار على ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس أن ما قدّمناه يراد به الحقيقة ، وهذا [6] يراد به المجاز ؛ بدلالة الأخبار المستفيضة ، والإجماع الذي لا ريب فيه على أن منتصف النهار هو الزوال ، ومنتصف الليل زوال رقيب منزلة الشمس ، وهي النجوم الطوالع وقت الغروب . وقيام الإجماع أيضاً على أن معنى اعتدال الليل والنهار هو تَساوي ما بين الطلوع والغروب لما بين الغروب والطلوع . وغير ذلك ممّا قد اتّضح سبيل مأخذه ممّا قدّمناه . ووجه التجوّز وعلاقته في إطلاق اسم النهار على ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس ، أنها لمّا كانت تشبه الحالة البرزخيّة بين الليل المحض الذي لا يشوبه شيء من خواصّ النهار وصفاته ، وبين النهار الذي لا يشوبه شيء من صفات الليل