حينئذٍ ، فإذا زال عن الوسط إلى جانب المشرق رجع إلى الزيادة ، فيعرف المتعرّف [1] لوقت الزوال ذلك بخطوط وعلامات ، ويجعلها على رأس ظلّ العود عند وضعه في صدر النهار ، فكلَّما نقص علَّم عليه . فإذا أُدرج إلى الزيادة عرف برجوعه أنها قد زالت ، وبذلك أيضاً نعرف القبلة ، فإن عين الشمس تقف فيها نصف النهار [2] ، انتهى ملخّصاً . وظاهره أن الليل ما قابل المنصّف بالزوال ؛ إذ لم يذكر ما ينافيه . وقال بعض شرّاح ( الألفيّة ) والظاهر أنه المير درويش بن قصطنطينية : - : ( يعلم الزوال بظهور ظلّ الشاخص في جانب المشرق . والمراد به : ما يكون خارجاً عن خطَّ نصف النهار إلى جهة المشرق ، وكذا يعلم بزيادة الظلّ بعد نقصه ) ، انتهى . وظاهره أن الليل ما قابل المنصّف بالزوال ولم يظهر منه ما ينافي ذلك . وقال الآقا باقر بن محمّد أكمل : في صلاتيّته : ( وقت الظهر زوال الشمس أي ميلها عن وسط السماء وانحرافها عن دائرة نصف النهار ويعرف ذلك بزيادة الظلّ بعد نقصانه أو انحراف الشمس عمّا بين الحاجبين ) ، انتهى . وظاهره أن الليل ما قابل المنصّف بالزوال ؛ إذ لم يذكر ما ينافيه . وبالجملة ، فعبارات الأصحاب في مثل ذلك كثيرة لا تحصى ، بل لا يكاد يوجد مخالف في أن الزوال منتصف النهار ؛ إمّا مع السكوت عن تحديد الليل أو مع التصريح بأن مبدأه الطلوع . وممّن صرّح بأن منتصف النهار هو الزوال ، وأثبت دائرة نصف النهار وخطَّ نصف النهار ، المجلسيّ : في ( البحار ) كما مرّ ، والسيّد مهديّ : في منظومته [3] ، والسيّد
[1] في نسخة من المقنعة : ( المتصرِّف ) ، وفي اخرى : ( المعترف ) ، وفي ثالثة : ( المفترق ) . كما ورد في هامش المصدر . [2] المقنعة ( ضمن سلسلة مؤلَّفات الشيخ المفيد ) 14 : 92 . [3] الدرَّة النجفية : 86 ، وفيها : ويعرفُ الزوالُ من ظلّ الظهر أو زادَ شيْئاً بعدَ مُنتهى القِصَرْ