إسم الكتاب : رسائل آل طوق القطيفي ( عدد الصفحات : 525)
لو خرجنا لما أصابنا الطاعون . ويقول الذين خرجوا : لو أقمنا لأصابنا كما أصابهم . فأجمعوا على أن يخرجوا جميعاً من ديارهم إذا كان وقت الطاعون ، فخرجوا بأجمعهم فنزلوا على شطَّ بحر ، فلما وضعوا رحالهم ناداهم الله : موتوا . فماتوا جميعاً ، فكنستهم المارّة عن الطريق فبقوا بذلك ما شاء الله . ثمّ مرّ بهم نبيّ من أنبياء بني إسرائيل : يقال له إرميا : ، فقال « لو شئت يا ربّ لأحييتهم ؛ فيعمِّروا بلادك ، ويلدوا عبادك ، ويعبدوك مع من يعبدك » . فأوحى الله إليه « أفتحبُّ أن أُحييهم لك ؟ » قال « نعم » . فأحياهم الله له ، وبعثهم معه . فهؤلاء ماتوا فرجعوا إلى الدنيا ، ثم ماتوا بآجالهم . فقال الله تعالى * ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِه الله بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَه الله مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَه قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ) * الآية ، إلى قوله عزّ اسمه - * ( أَعْلَمُ أَنَّ الله عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) * [1] ، فهذا مات مائة سنة ورجع إلى الدنيا وبقي فيها ، ثم مات بأجله ، وهو عزير . وقال الله تعالى في قصّة المختارين من قوم موسى : لميقات ربّه * ( ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) * [2] ، وذلك أنهم لمّا سمعوا كلام الله قالوا : لا نصدّق حتّى نرى الله جهرة ، فأخذتهم الصاعقة بظلمهم فماتوا ، فقال موسى عليه السلام : : يا ربّ ، ما أقول لبني إسرائيل : إذا رجعت إليهم ؟ فأحياهم الله عزّ وجلّ ، ورجعوا إلى الدنيا ، فأكلوا وشربوا ، ونكحوا النساء وولد لهم الأولاد ، وبقوا فيها ، ثم ماتوا بآجالهم . وقال الله عزّ وجلّ لعيسى عليه السلام : * ( وإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي ) * [3] ، فجميع الموتى الَّذين أحياهم عيسى عليه السلام : بإذن الله رجعوا إلى الدنيا وبقوا فيها ، ثم ماتوا بآجالهم . وأصحاب الكهف * ( لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وازْدَادُوا تِسْعاً ) * [4] ، ثمّ