وحوله تسعون ألف قبَّة خضراء ، وكأنّي بالمؤمنين يزورونه ويسلِّمون عليه ، فيقول الله عزّ وجلّ : أوليائي ، طالما اوذيتم وذُللتم واضطُهدتم ، فهذا يوم لا تسألونني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلَّا قضيتها لكم [1] » الخبر . وقد مرّ مثله بتمامه . ومنه بسنده عن الحسن بن محبوب : عن محمّد بن سلام : عن أبي جعفر عليه السلام : في قول الله تعالى * ( أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ) * [2] قال « هو خاصٌّ بأقوام في الرجعة بعد الموت ، ويجري في القيامة » الخبر . إلى غير ذلك من أخبار ذكرها صاحب كتاب ( الرجعة ) ، وتركنا ذكرها لسبق ذكرها ، وغيرها من خطب وأدعية وأخبار استدلّ بها رحمه الله على الرجعة . وقال الشيخ فخر الدين الطريحي : في ( مجمع البحرين ) : ( الرجعة بالفتح - : هي الكرّة بعد الموت بعد ظهور المهدي عليه السلام : ، وهي من ضروريّات مذهب الإماميّة ، وعليها من الشواهد القرآنيّة وأحاديث أهل البيت عليهم السلام : ما هو أشهر من أن يذكر ، حتّى إنه ورد عنهم عليهم سلام الله - « من لم يؤمن برجعتنا ، ولم يقرَّ بمتعتنا ، فليس منّا » ) [3] . وقال الصدوق رحمه الله : في ( من لا يحضره الفقيه ) : قال الصادق عليه السلام : « ليس منّا من لم يؤمن بكرَّتنا ، ويستحلَّ متعتنا » ) [4] . وقال رحمه الله في كتاب اعتقاداته : ( باب الاعتقاد بالرجعة : اعتقادنا في الرجعة بعد الموت أنها حقّ ، وقد قال الله تعالى * ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ الله مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ ) * [5] ، كان هؤلاء سبعين ألفاً أهل بيت ، وكان يقع فيهم الطاعون كلّ سنة ، فيخرج الأغنياء لقوّتهم ويبقى الفقراء لضعفهم ، فيقلّ الطاعون في الذين يخرجون ، ويكثر في الذين يقيمون ، فيقول الذين يقيمون
[1] مختصر بصائر الدرجات : 193 194 . [2] غافر : 11 . [3] مجمع البحرين 4 : 334 رجع . [4] الفقيه 3 : 291 / 1384 ، وسائل الشيعة 21 : 7 8 ، أبواب المتعة ، ب 1 ، 10 . [5] البقرة : 243 .