نام کتاب : رسالتان في الإرث ونفقة الزوجة نویسنده : الشيخ محمد علي الأراكي جلد : 1 صفحه : 102
ومن هنا يعرف الكلام في ما إذا كان الوارث المسلم منحصرا في الإمام ، فإنّه أيضا على حسب القاعدة يكون كغيره من الوارث الواحد في خصوص ما إذا كان المورث مسلما ، لما عرفت من عدم حجب الإمام للكافر عن إرثه من المورث الكافر ، فيكون جميع المال لجنابة عليه السلام ، ولا نصيب للكافر ، وإن أسلم . ولكن المحكيّ فيه أقوال ثلاثة : الأوّل : أنّه إذا أسلم أولى من الإمام . والثاني : أنّ الإمام أولى منه . والثالث : التفصيل بين ما قبل النقل إلى بيت المال فهو أولى وبين ما بعده فالإمام أولى . وما ذكرنا هو مقتضى القاعدة ، والمرويّ هو القول الأوّل . والرواية صحيحة أبي بصير ( في مسلم مات وله قرابة نصارى ، إن أسلم بعض قرابته فإنّ ميراثه له ، فإن لم يسلم أحد من قرابته فإنّ ميراثه للإمام ) [105] . وعلى هذا فإلى كم مدة يوقف المال ، ولا يتصرف فيه وكيل الإمام ، وبعد انقضائها يستقرّ ملك الإمام ، ثمّ حكم إتلافه والإسلام بعده ما ذا ؟ فهل يوجب الضمان أو لا ؟ فالكلام من الجهة الأولى أنّه يبني بحسب الظاهر بملكية الإمام من أوّل الأمر ، فإنّ المانع هو إسلام الوارث بعد ذلك ، وهو مشكوك ، والثابت كفره في الزمان الحاضر ، فيجرّ في الزمان المستقبل إلى آخر عمره بحكم الاستصحاب ، ولا ضير في جريان الاستصحاب بالنسبة إلى الزمان المستقبل