إسم الكتاب : رسالة في أن الوتر ثلاث ركعات ( عدد الصفحات : 117)
بقوله : ( فقد ورد في صحيح الأخبار ما يدلّ على هذا الإطلاق ، وبه يندفع ما ظنّه الشيخ في المصباح من القراءة في الوتر بالمعوذتين والإخلاص أنّه في الواحدة ) . انتهى . أقول : والذي وجدت في بحار الأنوار ، نقلا عن مصباح الشيخ أنّه عند ذكر : ( يقرأ في صلاة الليل ليلة الجمعة من السور في ركعاتها ) ظاهر في أنّه يقرأ المعوّذتين والتوحيد ، مقسّما على ركعات الوتر . [1] ، فراجع حديث 19 وحديث 20 مع تعليق المجلسيّ - قدّس سرّه - في توضيح الحديث . ثمّ إنّ صاحب الجواهر - رحمه اللَّه - لم يذكر هذه الرواية ولا رواية ابن أبي نصر الآتية من النوع الأوّل ، وهو ما فيه تحديد الوتر بالثلاث ، بل أوردهما في النوع الثاني ، مع أنّه لا فرق بينهما وبين الروايات الثلاثة ، أو الأربعة السابقة في أنّ الجميع في مقام تحديد ركعات الفرائض والنوافل [2] . ويؤكَّد ذلك أنّ في رواية حنان الاستشهاد بعمل رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله ، وفي رواية ابن أبي نصر الآتية بيان الإمام عليه السلام لعمل نفسه حتى يقتدي السائل به .
[1] في المصباح الطبعة الأولى ص 190 عن أبي عبد اللَّه عليه السلام بعد ذكر ما يقرأ في الركعات الثمانية لصلاة الليل من السور ، ثمّ توتر بالمعوّذتين . « منه دام علاه » . [2] عمل النبيّ والإمام صلوات اللَّه عليهما لا يدلّ على انحصار المشروع به حتى يدلّ على التحديد المطلوب وان كان في الاقتداء بهما عليهما السلام أسوة حسنة ، ويظهر من هذه الرسالة أنّ الرواية تدلّ على التحديد ، مع قطع النظر عن عمل المعصوم ، والعمل مؤكّد لذلك . وهذا التفكيك وتعدّد الدليل غير ظاهر منها . ويأتي نظير ما هنا في ما يذكر بعد حديث 15 في الاستدلال بروايات التحديد . « منه دام علاه » .