ومن يكون كلامه قابلًا للحمل ، حيث قال في عدد نوافل الليل : « وثلاث الشفع والوتر » وقال : « وثلاث ركعات الشفع والوتر » فهم : المفيد في المقنعة والسيد المرتضى في جمل العلم والعمل ، والشيخ في موضع من الخلاف ، وابن البرّاج في المهذّب ، لأنّه يمكن أن يستظهر من كلامهم - حيث جمعوا بين الشفع والوتر بكلمة ثلاث [1] - أنّه وإن كان بين الركعتين وركعة الوتر فصلا بتشهّد وتسليم لكنّهما مرتبطان غير مستقلَّين ، لا يجزئ الإتيان بأحدهما دون الآخر ، وأنّهما وظيفة واحدة ، وهذا معنى كون الوتر ثلاثا ، وإنّما عبّروا بالشفع والوتر من جهة الإطلاق اللغويّ ، ولبيان انفصال الركعتين عن الركعة . وهذا الاحتمال جار في بعض الروايات التي يستند إليها ، وفي عدة من عبارات الأصحاب ، ولا يبعد هذا المعنى عن كلام أبي الصلاح في الكافي وابن زهرة في الغنية في قولهما : ( وثمان ركعات صلاة الليل وركعتا ( وركعتي - خ ل ) الشفع وركعة الوتر ) والحلبي في إشارة السبق في قوله : ( ونوافل الليل وما بعدها من الشفع والوتر المفردة ) [2] انتهى . حيث يقيّد الوتر بالمفردة - وستجيء نصوص كلماتهم - وحمل كلام المحقّق في الشرائع والمعتبر على هذا المعنى بعيد وإن كان ممكنا . وأمّا المصرّحون بأنّ الوتر ثلاث ركعات ، أو من يظهر ذلك منه فهم : ابن أبي عقيل وابن الجنيد وصاحب فقه الرضا عليه السلام
[1] لا ريب في أنّ الشفع والوتر كصلاة الليل لم يستعمل في الكافي في معناه اللغوي العام ، وأمّا كون الشفع والوتر جزئين لمطلوب واحد فلا يأباه الكلام « منه دام علاه » [2] يمكن أن يكون المراد بالوتر معناه اللغويّ العام المنطبق على صلاة المغرب ومجموع الشفع والوتر ، فيكون ( المفردة ) قيدا احترازيا ، ويمكن أن يكون المراد المعنى الخاصّ الاصطلاحي ، فيكون ( المفردة ) وصفا أتى بها توضيحا كما يقال : اللَّه الواحد الأحد ، فالتوصيف لردّ ما قاله بعض العامّة في الوتر ، وقد فسّر المفيد الوتر بالمفردة وبعد إرادة المعنى الاصطلاحي الخاصّ ظاهرا من لفظة الشفع ، المعطوف على نوافل الليل ، التي يصدق على جميعها الشفع بالمعنى اللغويّ يكون الاحتمال الأخير أظهر . « منه دام علاه » .