القبيل ، ومن أحسن ما يمثّل به في المقام من الشرعيّات لبيان أنّ الوتر في حين أنّه وظيفة واحدة لكنّه مشتمل على عملين مستقلين : هو حجّ التمتّع المشتمل على العمرة ، والحجّ بمعناه الخاصّ ، مع الفصل والتحلَّل عن الإحرام بينهما [1] .
[1] وقد كان ذلك منذ قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله في حجّة الوداع : « دخلت العمرة في الحجّ إلى يوم القيامة » ثمّ شبك بين أصابعه ، وعلى هذا المعنى يصحّ قول أمير المؤمنين عليه السلام في تلبية عمرة التمتّع ، في قصّة له مع عثمان في طريق الحجّ ، حين أمر عثمان الناس بأن يجعلوها حجّة ولا يتمتّعوا ، فجاء إليه عليّ عليه السلام ، وأنكر عليه أمره هذا إنكارا شديدا بما هو مذكور في روايات الشيعة وأهل السنّة ، وخرج من عنده مغضبا ( في بعض الروايات ) ورافعا صوته ( في عدّة روايات اخرى ) وهو يقول : « لبيك بحجّة وعمرة معا لبيك » ومعنى تلبيته عليه السلام بالحجّ ، وهو سائر إلى العمرة المنقطعة عن الحجّ بتحلَّل كامل ، أنّ حجّ التمتّع ، هذا التشريع الجديد الذي شرّعه النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله بوحي من اللَّه تعالى مشتمل على العمرة ، وهي من الحجّ وداخلة فيه ، وأنّ الحاجّ المعتمر بشروعه في العمرة قد دخل في حجّ التمتّع . ولذا كان يلبي عليه السلام بالكلّ أوّلا ، وبالجزء ثانيا معا ، وإن كان بينهما التحلَّل عن محرّمات الإحرام - المؤلَّف .