إسم الكتاب : رسالة في أن الوتر ثلاث ركعات ( عدد الصفحات : 117)
والمسند في كتب الشيعة [1] والسنّة : « من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فلا يبيتنّ إلَّا بوتر » وظاهر أنّه أمر وترغيب بالوتر بما هو وتر ، وهو على حسب الروايات عن أئمتنا عليهم السلام غير خارج عن الركعات الثلاث والواحدة [2] . وممّا يدلّ - أيضا - على تعدّد الأمر في نافلة الليل والوتر ، وعلى أنّ كلَّا منهما وظيفة مستقلَّة عطف الوتر على صلاة الليل في قريب من أربعة وعشرين موردا من روايات نوعي الثاني والثالث ، وذلك يدلّ على تغاير الموضوع فيهما ، وعلى تعدّد الأمر [3] بهما ، ويدلّ أيضا على استقلال كلّ من صلاة الليل والوتر روايات ، ففي [4] رواية حريز عن عيسى بن عبد اللَّه القمّي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام أنّه قال : « كان أبي ربّما قضى عشرين وترا في ليلة » [5] فأمّا إن كان قد فاته عليه السلام في كلّ عشرين ليلة ثمان ركعات الليل مع ثلاث الوتر فيقضي عليه السلام الوتر خاصّة دون صلاة الليل ، وذلك للاهتمام
[1] رواه في التهذيب : ج 2 ص 341 ح 1412 ، وسائل الشيعة : ب 29 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها ح 1 ج 3 ص 70 ، بهذا السند محمد بن ابي عمير ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة قال قال أبو جعفر عليه السلام : « من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فلا يبيّتن الَّا بوتر » - المؤلف . [2] عطف بعض أجزاء المركّب الارتباطي على بعضه شائع ذائع ، ومختار المؤلَّف - طال بقاؤه - أن عطف الوتر على الشفع في الآية الكريمة ، وبعض كلمات الأصحاب من هذا القبيل ، فالأولى تتميم الاستدلال بإطلاق الروايات المرغَّبة إلى صلاة الليل . [3] هذا دليل على استقلال الوتر في الطلب ، ولا يدلّ على استقلال صلاة الليل « منه دام علاه » . [4] في التفريع ما لا يخفى « منه دام علاه » . [5] وسائل الشيعة : ب 42 من أبواب بقية الصلوات المندوبة ح 3 ج 5 ص 284 .