شيء من ذلك في أذهانهم فإنّما هو لفتاوى مراجعهم ، وما قرأوه في الرسائل العمليّة التي بأيديهم [1] ، ولا يكون ذلك ممّا تلقّاه الخلف عن السّلف مثل أصل مفاهيم الصلاة والصوم والحجّ وأشباهها ، كما لا يخفى . الوتر حقيقة شرعية في ثلاث ركعات والذي نراه في الروايات الصادرة عن الإمام الصادق عليه السلام ، وأسئلة السائلين في عصره ، ومن بعده من الأئمة عليهم السلام هو تبادر الثلاث ركعات الأخيرة من نافلة الليل من كلمة الوتر . ومنشأ ذلك : أنّه مع وجود الاختلاف في الأمّة في موضوع الوتر ، فقد اشتهر عن أمير المؤمنين عليه السلام برواياته التي يرويها عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله من أنّ الوتر ثلاث ، أنّ عمله عليه السلام كان على ذلك ، ولم ينقلوا عنه عليه السلام خلافه ، كما نقلوا عن غيره من الصحابة ، والتابعين ، وأئمة المذاهب ، مؤيّدا ذلك بما رواه عنه ولده الطاهرون عليهم السلام ، تارة بروايات النوع الأوّل الذي فيه التحديد بأنّ الوتر ثلاث ، واخرى بروايات النوع الثاني والثالث ، الدالَّة على شيوع إطلاق الوتر على الثلاث . ومن كلّ ذلك يعلم : أنّ كون الوتر ثلاثا كان أمرا مسلَّما مفروغا عندهم ، إذ قد كان أصحابهم يسألونهم عمّا هو مترتّب على
[1] كلمة الوتر عند الفقهاء أيضا في زماننا حقيقة في الركعة الواحدة ، ومن المحتمل ، بل الظاهر أنّه ممّا تلقّاه الخلف عن السّلف ، فالمورد من موارد جريان أصالة عدم النقل . « منه دام علاه » .