responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة في العدالة ( بضميمة قاعدة « ما يضمن » و « حمل فعل المسلم على الصحة » ) نویسنده : السيد علي الموسوي القزويني    جلد : 1  صفحه : 76


السماء ولا في الأرض ، وأثره الامتناع والانزواء عمّا هو متهيّأ لفعله استقباحاً له ومخافة أن يعيبه ويذمّه الله عليه .
ومن ذلك ما ورد في الحديث من أنّ « الحياء من الإيمان » [1] وفي آخر « إنّ الحياء من شعب الإيمان » [2] فإنّ المستحيي بحيائه الذي أصله المعرفة ينزجر وينقطع عن المعاصي والقبائح ، وهذا أيضاً يختلف درجاته باختلاف درجات الإيمان ، ويتفاوت آثاره قلّة وكثرة بتفاوت مراتب الحياء قوّة وضعفاً .
ومن شروط تأثيره كالخوف التذكّر لحضوره تعالى وعلمه بما هو متهيّأ له . ومن موانعه الغفلة ثمّ غلبة الشهوة وهوى النفس بحيث لا يملك من نفسه ترك متابعته ، فهو أيضاً كالخوف إذا رسخ في القلب بسبب قوّة الإيمان واستقراره كان من الهيئة الراسخة في النفس ، الرادعة عن ارتكاب الكبائر والاصرار على الصغائر ، فالستر بأحد المعنيين هو الملكة التي ذكرنا أنّ الإمام ( عليه السلام ) أشار إليها أوّلا ثمّ أشار ثانياً إلى الجزء الثاني ممّا اعتبر في مفهوم العدالة ، من الاستقامة الفعليّة بقوله : « والعفاف بمعنى الكفّ عن المحرّمات » وقوله : « وكفّ البطن والفرج واليد واللسان » وقوله : « أن يعرف باجتناب الكبائر » الخ .
وفي الحقيقة الستر والعفاف تعريف تامّ للعدالة ولكن إجمالا ، لأنّ الستر على ما شرحناه إشارة إلى الملكة ، والعفاف إشارة إلى الاستقامة الفعليّة الناشئة من الملكة ، وما بعده حسبما بيّناه سابقاً تفصيل لهذا الاجمال ، ولا يخفى لطف هذا التعريف وفي معناه ما في موثّقة عبد الله بن أبي يعفور عن أخيه عبد الكريم عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : تقبل شهادة المرأة والنسوة إذا كُنّ مستورات من أهل البيوتات ، معروفات بالستر والعفاف مطيعات للأزواج ، تاركات للبذاء والتبرّج [3] إلى الرجال في أنديتهم [4] .



[1] الكافي 2 : 106 ح 1 .
[2] عوالي اللآلي 1 : 59 ح 90 وفيه : « الحياء شعبة من الإيمان » .
[3] التبرّج من البروج الظهور ( منه ) .
[4] الوسائل 27 : 398 ب 41 من أبواب الشهادات ح 20 .

76

نام کتاب : رسالة في العدالة ( بضميمة قاعدة « ما يضمن » و « حمل فعل المسلم على الصحة » ) نویسنده : السيد علي الموسوي القزويني    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست