نام کتاب : رسالة في العدالة ( بضميمة قاعدة « ما يضمن » و « حمل فعل المسلم على الصحة » ) نویسنده : السيد علي الموسوي القزويني جلد : 1 صفحه : 72
ملكة في ترك بعض المعاصي كالزنا بالأُمّ والبنت ، ونجزم أنّ كثيراً من الناس له ملكة في ترك اللواط والزنا وشرب الخمر . والحاصل أنّهم يتفاوتون على تفاوت مراتبهم ، فلا بدّ من الجزم بالعدالة وعدم الفسق بالقياس إلى كلّ المعاصي ، هكذا نقله في مفتاح الكرامة [1] . ويرد عليه : أنّه على تقدير تماميته يعطي اعتبار الملكة والهيئة الراسخة على وجه الطريقيّة ، فهي بمقتضي الدليل طريق إلى إحراز العدالة بمعنى الاستقامة وعدم الميل في الواقع ، كما أنّ حسن الظاهر طريق إلى إحرازها ، غاية الأمر أنّه طريق ظاهري - على ما سنبيّنه - وهي طريق واقعيّ ، والمقصود بالبحث المتنازع اعتبارها معها على وجه الموضوعيّة ، على معنى دخولها فيها دخول جزء الشيء فيه كما هو ظاهر الأكثر المنساق من تعريفاتهم إيّاها بالملكة ، ويظهر فائدة الفرق فيما لو علم وجود صفة الاستقامة وعدم الميل بإخبار مخبر صادق أو طريق آخر علمي غير عاديّ ، فعلى الموضوعيّة لم تكن عدالة وعلى الطريقيّة عدالة . الثالث : صحيحة ابن أبي يعفور التي هي الأصل من روايات الباب ، فإنّ قوله : « بِمَ يعرف عدالة الرجل بين المسلمين ؟ » الخ ، وإن كان يحتمل كونه طلباً لمُعرّف مفهوم العدالة الذي يقال له : الحدّ والرسم ، كذلك يحتمل كونه طلباً لمُعرِّف مصداق العدالة الذي هو أمارة التحقّق ، وهذا إنّما يحسن بعد معرفة المفهوم . ولا يبعد دعوى ظهور صوغ نحو هذه العبارة في ذلك كما يرشد إليه مراجعة النظائر ، فلو قيل : بِمَ تعرف القبلة ؟ أو بِمَ يعرف الزوال ؟ أو بِمَ يعرف الغروب ؟ كان ظاهراً في متفاهم العرف في أنّ السائل إنّما طلب أمارة تكشف عن تحقّق القبلة أو الزوال أو الغروب في مواضع الحاجة إلى إحراز تحقّقها بعد معرفتها بحسب مفاهيمها ، وهي كون قبلة البعيد جهة الكعبة ، والزوال ميل الشمس عن وسط السماء ، والغروب هو غيبوبة الشمس في الأُفق ، ولذا يصحّ الجواب في الأوّل بأنّ القبلة تعرف بجعل الجدي على المنكب الأيمن مثلا ، وفي الثاني بأنّ الزوال يعرف