نام کتاب : رسالة في العدالة ( بضميمة قاعدة « ما يضمن » و « حمل فعل المسلم على الصحة » ) نویسنده : السيد علي الموسوي القزويني جلد : 1 صفحه : 166
وَرَسُولَهُ فَاِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالدين فيها أبداً ) [1] . وهذا أيضاً لا ينفي انقسام المعاصي إلى صغيرة وكبيرة ، بناء على أنّ الفرق بينهما في توعيد النار على المعصية بالخصوص وعدمه ، لا من جهة العمومات كما سيظهر . وأمّا الثالث : فلأنّ استحقار الذنب واستصغاره عقلا قبيح ، والنهي الوارد فيهما إرشادي ، لئلاّ ينجرّ الأمر إلى التجرّي في ركوب الكبائر ، أو إلى الأمن من مكر الله تعالى . والأولى في توجيه الارشاد أن يقال بمثل ما تقدّم في مسألة إصرار الصغيرة في شرح النبويّ المروي عن ابن بابويه : من أنّ استصغار الذنب ولو صغيراً يدعو صاحبه غالباً إلى الاصرار عليه ، ثمّ بعد الاصرار إلى عدم الندم والاستغفار عنه . والأوّل يوجب صيرورته كبيرة ، والثاني يوجب العقاب عليه ، فنهيه ( عليه السلام ) حثّ على الامتناع عن الاستصغار ، وهو يتأتى تارة بمجانبة الاصرار وأُخرى بملازمة الاستغفار على تقدير بعث النفس الأمّارة على الاصرار ، والحثّ المستفاد من النهي ينحلّ إلى طلب الأمرين والارشاد إليهما معاً . وأمّا الرابع : فلأنّه على خلاف المطلوب أدلّ لدلالته على أنّ المعصية بالإصرار تخرج عن كونها صغيرة ، وإنّما تكون صغيرة إذا لم يلحقها الاصرار ، وأمّا أنّ الاصرار هو مجرّد عدم التوبة والاستغفار أو هو مع العزم على العود أو تكرير ايقاعها مع اتحاد النوع وعدمه فهو كلام آخر مرّ تحقيقه ، فما ذكره بنفسه دليل على انقسام المعاصي إلى صغيرة وكبيرة ، وأنّ الصغيرة تصير كبيرة بالإصرار والكبيرة تزول بالاستغفار . ثمّ اعلم أنّ في تفسير الكبيرة وضابط الفرق بينها وبين الصغيرة اختلافاً كثيراً وأقوالا متشتّة : فقيل : إنّ الكبيرة كلّ ذنب رتّب عليه الشارع حدّاً أو صرّح فيه