إلى الشمس من القمر إليها ، فيرون نصف الكرة القمريّة المستضيئة بنور الشّمس تحقيقا ، وهو الشكل البدرىّ . وعلى فرض كوكب متساوي البعد مع القمر بالنّسبة إلى الشّمس ، يرون القمر عندئذ بشكل التّربيع لا الهلال . فالترسيم الذّهنيّ من حدوث الهلال إنّما هو بالنّسبة إلى خصوص الأرض وساكنيها وكلّ ناظر في الفضاء في امتداد الأرض إلى نفس القمر . ففي هذا الامتداد إذا فرض كوكب تخيّلىّ ، أو حاجب آخر كالسفينة الفضائيّة والقمر الصّناعيّ ، يحجب النّاظر عن الشّمس ، يرى القمر بشكل الهلال . فالتصوير الذّهنيّ من الهلال إنّما هو في خصوص الامتداد الأرضىّ بالنّسبة إلى الأشعّة الصّادرة من عيون النّاظرين إلى الخارج من مركز الدّائرة المستضيئة من القمر الواجهة لضوء الشمس لا حادث سماويّ على كلّ تقدير . ورابعا : أنّ التّفريق بين بداية الشّهر بخروج القمر عن تحت الشّعاع وبين بداية الحساب بالرّؤية أوّل اللَّيل تحكَّم واضح ، لأنّا نرى في جميع المواقع والمواضع الاتّحاد بين مبدء التحقّق ومبدء الحساب كما هو الظَّاهر المعمول به في الأحكام المترتّبة على موضوعاتها الشّرعيّة ، والسّنّة الدّارجة بين الأقوام في مبادي قوانينهم وأحكامهم المترتّبة على موضوعاتها العرفيّة . فبداية حساب الشّهور القمريّة الَّتي لا بدّ وأن تكون من أوّل اللَّيل ليلة الرؤية مهما تحقّق الخروج بالآيات والرّوايات الَّتي لا مناص إلَّا عن الأخذ بها ، دليل كاف شاف على تحقّق نفس الشّهور بالرؤية أيضا ، قضيّة للاتّحاد . فإذن الالتزام بتحقّق نفس الشّهر بالخروج عن تحت الشّعاع ، مجرّد تصوير ذهنيّ ، خال عن الدّليل ، بعيد عن مساق الأحكام الواردة ، غير مماسّ بها بأيّ وجه فرض . وخامسا : ما الفائدة المتصوّرة المثمرة الدّخيلة في تأسيس الدّليل لدخول الشّهر بالخروج عن الشّعاع ؟ وما فائدة هذا التّفريق ؟ لأنّ بداية حساب الأيّام ومدار نصّ الفروض والأحكام ، إنّما يترتّبان على نفس الرؤية ، بتحقّق دخول اللَّيل كما عليه المشهور والمسلَّم عندك . فتعيين تحقّق نفس الشّهر بالخروج عن الشّعاع والإصرار بذلك ، هل هو إلَّا كضمّ الحجر في جنب الإنسان ؟