وثالثا بمجرّد خروج القمر عن تحت الشّعاع رئي في ناحية من النّواحي . وذلك ، لأنّا ذكرنا أنّ في كلّ آن ، يكون وقت الغروب في ناحية ، فإذا خرج القمر عن تحت الشّعاج في أيّ آن من الآنات ، يكون وقت غروب في ناحية ، ويراه أهل هذه النّاحية . فمار بما يقال مثلا : رئي الهلال بعد الخروج بثلاث ساعات ، إنّما هو في ناحية يكون غروبها من النّاحية المحاذاة لخروج القمر بثلاث ساعات ، لا أنّه لا بدّ وأن رئي بعد ثلاث ساعات في جميع النّقاط . ورابعا لا يمكن تحقّق رؤية الهلال في ليلة واحدة لجميع بقاع الأرض . وذلك ، لأنّ القمر إذا خرج عن تحت الشعاع رئي في الآفاق المشتركة ، وهي الآفاق الَّتي تشترك في رؤيته حين اشتهر فوق الأفق ، ولم يغرب بعد . وأمّا الآفاق البعيدة لا تكاد يرونه ، لاختفائه بعد نصف ساعة تحت الأفق . بل يرونه في اللَّيلة القادمة . ولا يمكن أزيد من ليلتين ، وذلك لأنّ الأرض تتحرّك حول نفسها دورا كاملا في أربع وعشرين ساعة ، فبخروج القمر عن تحت الشعاع يراه أهل الأرض جميعا في طول أربع وعشرين ساعة . وهذا يطول في ليلتين لا أكثر . فما ربما يقال من أنّه يمكن أن يكون أوّل الشّهر المتحقّق برؤية الهلال في جميع النّواحي في ليلة واحدة كلام خال عن السّداد . كما أنّ ما قيل من تحقّق الشّهر بتحقّق ليلتين على أقل تقدير ، لم يفهم له معنى محصّل .