الشّعاع في اللَّيلة الغابرة ، سواء كانت الرّؤية قبل الزّوال أو بعده . المقدّمة الثالثة : إنّ الأرض تدور في الفضاء حول نفسها بحركتها الوضعيّة دورا كاملا في كلّ يوم وليلة ما يقرب أربع وعشرين ساعة . وبهذه الحركة يتحقّق اللَّيل والنّهار ، وتتعيّن مقاديرهما ، وينطبق ترسيم امتداد الزّمان على جميع النّقاط المفروضة من الأرض . وبهذا يتحقّق أوّلا تحقّق الزّوال والطَّلوع والغروب في كلّ نقطة . وثانيا يكون الغروب في كلّ آن من الآنات في نقطة ما ، ويكون الطَّلوع في نقطة ما ، ويكون الزّوال في نقطة ما . وذلك بسبب حركة الأرض تختفى الشّمس في كلّ آن تحت أفق من الآفاق . ففي كلّ لحظة يكون الغروب في ناحية ، ويكون بعد الغروب بدقيقة في الناحية الشّرقيّة المجاورة للأولى بفاصل دقيقة . ويكون بعد الغروب بدقيقتين في النّاحية الشرقيّة المجاورة للأولى بفاصل دقيقتين . وهكذا إلى ساعة بعد الغروب في النّاحية المجاورة بفاصل ساعة . ويكون وقت العشاء في كلّ آن في ناحية ، ويكون وقت طلوع الفجر في ناحية ، وهكذا وقت طلوع الشّمس والزّوال والعصر . فلا تمرّ لحظة من الأرض إلَّا ويتحقّق فيها جميع السّاعات اللَّيليّة والنّهاريّة بجميع ما فيها من الآنات واللَّحظات . وبهذا التّرسيم الواقعي في كلّ آن في الآنات تتحقّق لطيفة ، وهي تحقّق صلاة الفجر في كلّ آن في ناحية ما ، وصلاة الظَّهر في ناحية ، وصلاة العصر في ناحية ، وهكذا . ففي كلّ آن تتحقّق الصّلوات الخمسة ورواتبها في الأرض ، يصلَّى سكَّانها جميعا بالعموم الشّمولي في كلّ آن من الآنات جميع الصّلوات . فلا يمرّ آن ولحظة من الأرض إلَّا وتتحقّق الصّلوة أىّ صلاة في ناحية . مثلا في آن وقت غروب طهران يصلَّى ساكنوها صلاة المغرب . وفي هذا الآن يصلَّى من كان في البلاد الشّرقيّة من طهران على قدر ساعة ونصف ساعة صلاة العشاء . ويصلَّى من كان بعيدا عنه بفاصل عشر ساعات مثلا صلاة الصّبح . فالأرض في جميع اللَّحظات والآنات مشغولة بجميع أنحاء صلوات ساكنيها وبجميع أنحاء أذكارهم وتسبيحاتهم اللَّيليّة والنّهاريّة يسبّحون اللَّيل والنّهار لا يفترون .