بهذا المذهب . وخلافهم في هذا غير معتبر ، لأنّ الإجماع سابق لهم ، وجروا في فساد ما ذهبوا اليه وشذّوا به عن الإجماع مجرى الخوارج في خلافهم وشذوذهم عن الإجماع السّابق لما ذهبوا إليه في ( عدم رجم الزّاني المحصن فإنّهم ذهبوا إلى ذلك بعد انعقاد الإجماع على ) [1] رجمه [2] . ( وكما لا يؤثّر خلافهم هذا في صحّة ما انعقد عليه الإجماع ) [3] من رجم هذا الزّاني [4] ، لحدوث هذا المذهب وسبق الإجماع له ، فكذلك لا يؤثّر خلاف من ذلك إلى العدد فيما لم يعقد عليه الإجماع من صحّة العمل على رؤية الأهلَّة ، لحدوث مذهبهم هذا ، وتقدّم الإجماع له . فإن قيل : لم زعمتم أنّ مذهب أهل العدد حادث ؟ قلنا : لا شبهة فيه ، لأنّ القائلين بذلك ما ظهر خلافهم وعملهم به إلَّا عند الجداول [5] المنسوب إلى عبد اللَّه بن مسعود ( ومعاوية ) [6] ، ولا شكّ في حدوث ما هذا سبيله .
[1] ما بين الهلالين هو المصحّح من نسخة العالم المحترم : واعظزاده . [2] في نسخة العالم المحترم : واعظزاده ورد مكان رجمه رحمة . [3] ما بين الهلالين هو المصحّح من نسخة مكتبة مجلس الشورى بطهران . [4] ظاهرا . [5] الجدول للقمر عند الفلكيّين حساب سيره في منازله الثمانية والعشرين وتعيين موضعه في أيّ وقت أريد ، فعليه يكون مرادفا للزّيج ، وفسره الشهيد الثاني عند قول الشهيد الأوّل في اللمعة : ولا عبرة بالجدول : بأنّه حساب مخصوص مأخوذ من تسيير القمر ومرجعه الى عدّ شهر تامّا وشهر ناقصا في جميع السّنة مبتدئا بالتّام من المحرّم ، لعدم ثبوته شرعا بل ثبوت ما ينافيه ومخالفته مع الشرع للحساب أيضا لاحتياج تقييده بغير السّنة الكبيسة ، أمّا فيها فيكون ذو الحجّة تامّا - انتهى . أقول : والسّر في ذلك انّ الأزياج مبتنية على الشهور الوسطيّة لا الحقيقيّة ثمّ بضميمية محاسبة التعديلات تصير شهورا حقيقيّة فلكيّة ، أما الشهور الشّرعيّة فالعبرة فيها بنفس الرؤية . هذا ولكنّي لم أجد لفظ الجداول في واحد من كتب اللغة والنّجم ولعلَّه مصدر جعليّ على وزن الدّحراج من مادّة جعليّة هي جدول يجدول اى عيّن الجدول فعلى هذا يكون خارجا عن استعمال العرب ( منه عفى عنه ) . [6] في نسخة مكتبة مجلس الشورى بطهران .