والسّبت بالنّسبة إلى هؤلاء ، هو يوم الجمعة بالنّسبة إلى أولئك ، مع أنّهم مجتمعون تحت ضوء واحد شمسىّ في نهار واحد ، أو تحت ظلّ واحد في ليلة واحدة . وكذلك النّواحي الغربيّة من إمريكا الجنوبيّة كأرض ونزوئلا وكلمبيا وبرو وشيلى وارزانتين والمعظم من برزيل ، تختلف مع النّواحي الشرقيّة من السّيبريا وزلاند واستراليا مع اتّحاد نهار سكانهم واتّحاد ليلهم . وأمّا في الشهور القمريّة ، فلا نحتاج إلى تعيين خطَّ فرضيّ مارّ على القطبين في تعيين مباديها وأيّامها ، وإن كان الأمر أيضا كذلك بالنسبة إلى أعداد أسبوعها . وذلك لأنّ مبدء كلّ شهر له تعيّن واقعيّ خارجيّ ، وهو خروج الهلال عن تحت الشّعاع وظهوره في الأفق ، أو نفس خروجه عنه فقط على اختلاف المسلكين . فعلى كلا التّقديرين يختلف مبادئ الشهور بالنسبة إلى جميع النّواحي الأرضيّة بيوم واحد ، وهذا أيضا لا مفرّ منه . أمّا على مسلك الجمهور فابتداء الشّهر بالنّسبة إلى كلّ بلد إنّما هو بظهور الهلال في أفقه ، فإذا خرج الهلال عن الشّعاع وصار قابلا للرّؤية بعد غروب الشّمس في ابتداء اللَّيل ، دخل الشّهر بالنسبة إليه . ولكن لمّا تسير الأرض من المغرب إلى المشرق ، يختفى الهلال بالنسبة إلى سكَّان هذا البلد ، ويطلع دائما على نحو الاستمرار حينا بعد حين ، بالنّسبة إلى جميع الآفاق الغربيّة ، حتّى تتمّ الدّورة الكاملة في أربع وعشرين ساعة ، فيراه جميع أهل الآفاق في ابتداء ظلّ مخروطىّ مستمرّ في هذه المدّة المتميّز بعضها عن بعض بفصل نهاريّ ، فتجزّي وتنقسم بليلتين .