وأمّا على ما اخترت من كفاية الخروج عن الشّعاع ورؤية ما ولو من بعيد ، فجميع القطر المظلم اللَّيليّ المشترك مع نقطة أفق الرّؤية في ابتداء اللَّيل يحسب من أوّل الشّهر . فالمبدء لدخول الشّهر إنّما هو آخر القطر المقابل لافق الرّؤية ، وهي النّاحية الَّتي كاد أن ينقضي فيها اللَّيل ، ويطلع فيها الفجر ، وكان دخول الشّهر بالنّسبة إليهم في حال يكون القمر في عين المحاق ويخرج عنه وعن الشّعاع بعد اثنتي عشرة ساعة أو أزيد . أمّا القطر المستنير النّهارىّ المقابل للقطر المظلم ، فابتداء الشهر بالنسبة إلى كلّ ناحية منه إنّما هو بسبب المواجهة للهلال حين دخوله في اللَّيل عند غروب الشمس بالحركة الدّوريّة ، وذلك يطول اثنتي عشرة ساعة أيضا . فمبدء الشهر في النواحي المختلفة الأرضيّة يطول أربع وعشرين ساعة ، المنقسم بليلتين على حسب الآفاق الفوقانيّة والتحتانيّة . وقد علم ممّا ذكرنا أنّ اختلاف مبدء الشّهور القمريّة كالشّمسيّة ممّا لا مجال لأحد إنكاره ، ولا مناص إلَّا من الالتزام به على أىّ مذهب سلك . غاية الأمر أنّه على مذهب الجمهور يكون أوّل مبدء الشهر أوّل زمان رؤية القمر في الأفق ، ثمّ بلد بلد من النّواحي الغربيّة واحدا بعد آخر ، إلى أن تتّصل الدّورة إلى قرب المبدء الأوّل ، وعلى ما ذهبت إليه يكون مبدء الشهر آخر القطر اللَّيليّ المجاور للبلد الَّذي طلع فيه الفجر ، ثمّ ناحية