يوما من تاريخ تقويمه وكذا العكس ، إذا سافر نحو المشرق لا بدّ وأن يؤخّر يوما واحدا من تقويمه . المقدّمة الثانية : مبدء الشهور القمريّة إمّا يتحقّق بخروج الهلال عن تحت الشّعاع ، وظهوره في الأفق على ما هو المشهور ، فإذن يختلف المبدء في النّواحي الشّرقيّة عن محلّ الرّؤية ، والنّواحي الغربيّة عنه ، ويتأخّر بيوم واحد . وإمّا يتحقّق بنفس الخروج فقط وإمكانيّة الرؤية في ناحية ما ، على ما ذهبت إليه ، فإذن يختلف المبدء في النّصف الفوقانيّ من الأرض الَّذي يشترك في الظَّلمة اللَّيليّة مع نقطة الخروج ، والنّصف التّحتانيّ منها الَّذي كان واجها للشّمس ، وكان نهار هناك . فإذا دارت الأرض بحركتها الدّوريّة بقدر نصف الدائرة ، البالغ اثنتي عشرة ساعة تقريبا ، يواجه جميع النّقاط الواقعة في ذلك النّهار على مغرب الشّمس ، وتدخل واحدة بعد أخرى في تلك الظَّلمة وبذلك يبتدئ الشّهر بالنسبة إليها . لكنّ هنا نكتة دقيقة ، وهي أنّ القمر لا يخرج من الشّعاع في مبدء كلّ شهر في موضع خاصّ ، محاذيا للأرض ، حتّى تتّحد الآفاق ، وتستقرّ في كلّ حين ، بل بمقتضى سيره الخاصّ حول الأرض أوّلا ، وبميله عن معدّل النّهار شمالا وجنوبا على مقدار خمس درجات ثانيا ، وبسائر العوامل الَّتي ذكرناها في الموسوعة الأولى ثالثا ، يختلف مبدء طلوعه في أوّل كلّ شهر من الشهور . إذا تمهّد هذا فنقول : إنّ اختلاف حساب الشهور أمر لازم لا مناص ولا مفرّ منه حتّى في الشهور الشّمسيّة بأنحاء سنواتها في نصف الكرة الأرضيّة . فعلى أساس ما ذكرنا يختلف مبادئ الشهور الشّمسيّة في النّصف الشّرقيّ من قارّة آسيا ، كالمعظم من أرض السّيبريا والصّين وبرمة وتايلند واندونزى وويتنام وسوماترا وبرنئو واستراليا ، بالنسبة إلى النّصف الغربيّ من قارّة إمريكا كأرض آلاسكا والمعظم الغربيّ من كانادا والإيالات المتّحدة ومكزيك . فعدد أيّام الأسابيع والشهور في سكَّان الأوّل ، مؤخّر عن عدد أيّام الأسابيع والشهور في سكَّان الأخر بيوم واحد . فاليوم السّابع من حزيران مثلا بالنّسبة إلى هؤلاء ، بعينه اليوم الثّامن منه بالنّسبة إلى أولئك ،