منه ، وكانت قرائته حزنا فكأنّه يخاطب إنسانا . انتهى . [1] وجه الاستدلال : أنّ القراءة بالحزن لا تنفك عن الترجيع المطرب ، وفيه نظر ، فتدبّر . ومنها : ما ورد بقراءة القرآن بألحان العرب : مثل ما رواه في ( الكافي ) عن علي بن محمد ، عن إبراهيم الأحمر ، عن عبد اللَّه بن حمّاد ، عن عبد اللَّه بن سنان ، عن الصادق عليه السّلام قال قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « اقرؤا القرآن بألحان العرب وأصواتها وإيّاكم ولحون أهل الفسق » [2] انتهى . وما رواه ابن الأثير في ( نهايته ) قال : وفيه : « اقرؤا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإيّاكم ولحون أهل العشق ولحون أهل الكتابين » [3] انتهى . وجه الاستدلال : أنّ الألحان واللحون جمع اللحن وهو التطريب والتغريد . كما صرّح به جماعة من أهل اللغة ، قال الجوهري - على ما حكي عنه - : يقال هو ألحن الناس إذا كان أحسنهم قراءة أو غناء [4] وتفسير اللحن باللغة أو باللهجة خلاف الظاهر وإن صرّح بالأول الطريحي [5] والمحدث البحراني [6] وبالثاني بعض المحققين [7] . قال بعض الأفاضل : إنّ الأصوات المستقيمة مشتركة بين العرب والعجم غير مختصة بطائفة دون أخرى . ألا ترى أنّه لا يجوز أن يقال : نادى زيد ابنه بنداء العرب وعمرو بنداء العجم ، لكون النداء على استقامة مشتركا بين جميع الطوائف ، ويجوز أن يقال : زيد قرأ القرآن بلحن العرب ، وعمرو بلحن العجم [8] انتهى .
[1] . الوسائل ، ج 4 ، ص 857 باب استحباب القراءة بالحزن . حديث 3 . [2] . الوسائل ، ج 4 ، ص 858 باب تحريم الغناء في القرآن و . حديث 1 . [3] . النهاية في غريب الحديث والأثر ، ج 4 ، ص 242 . [4] . مختار الصحاح ، ص 594 مادة لحن . [5] . مجمع البحرين ، ج 6 ، ص 307 مادة لحن . [6] . الحدائق النّاضرة ، ج 18 ، ص 144 . [7] . المكاسب للشيخ الأنصاري رحمه اللَّه ، ص 39 . [8] . رسالة إيقاظ النائمين .