المرتضى رحمه اللَّه : فيكون معنى الخبر على هذا الوجه : من لم يقم على القرآن فيتجاوزه إلى غيره ويتعدّاه إلى سواه ويتّخذه مغني ومنزل مقام ، فليس منّا . انتهى . [1] ويمكن دفع الأوّل ، بانجباره برواية من لا يعمل بخبر الآحاد ولو كان صحيحا . والثاني : بكونه خلاف الأصل والظاهر ، نعم لو كان احتمال الوضع مساويا لعدمه وجب التوقّف على ما صرّح به المحقق الداماد في ( الرواشح السماوية ) ، قال : الاخبار على ثلاثة ضروب : ضرب يجب تصديقه وهو ما نصّ الأئمّة على صحّة وروده ، وضرب يجب تكذيبه وهو ما نصّوا على وضعه ، وضرب يجب التوقّف فيه لاحتماله الأمرين كسائر الاخبار ، ولا يجوز الإفراط في نقل أخبار الآحاد والانقياد لكلّ خبر كما هو مذهب الحشوية ، إذ في الاخبار موضوعات بيّنة [2] انتهى [3] فتدبر . والثالث : بأنّ ذلك قرينة على إرادة الاستحباب المؤكَّد . والرابع : بما تقدّم من عدم الانفكاك . والبواقي : بكونها خلاف الظاهر ، فلا يعارض احتمالها ما هو الظاهر من التغنّي والمتبادر منه . ومنها : ما دلّ على رجحان قراءة القرآن بالحزن مثل ما رواه الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمّن ذكره عن الصادق عليه السّلام قال : « إن القرآن نزل بالحزن فاقرؤوه بالحزن » [4] انتهى . وما رواه عنه أيضا ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن سليم بن داود المنقري ، عن حفص قال : ما رأيت أحدا أشدّ خوفا على نفسه من موسى بن جعفر عليه السّلام ولا أرجى الناس
[1] . أمالي السيّد المرتضى ، ج 2 ، ص 27 . [2] . كذا وفي الأصل : بتة بدل بيّنة . [3] . الرواشح السماوية ، ص 193 . [4] . الكافي ، ج 2 ، ص 614 ، حديث 2 .