المشتمل على الترجيع المطرب . وخامسة : بأنّ المراد الاستغناء بالقرآن عن غيره . يقال : تغنيت إذا استغنيت ، قال الأعشى : وكنت امرء أزمنا بالعراق * عفيف المناخ طويل التغنّي « 1 » أي كثير التغنّي . وقال ابن مسعود : من قرأ سورة آل عمران غني أي مستغن [1] . وعن عبد اللَّه بن نهيك أنّه دخل على سعد في بيته فإذا مثال رث ومتاع رثّ ، فقال قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم « ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن » [2] . وروي عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم أنه قال : « لا ينبغي لحامل القرآن أن يظنّ أنّ أحدا أعطي أفضل ممّا أعطي لأنّه لو ملك الدنيا بأسرها إن القرآن أفضل ممّا ملكه » [3] انتهى . وسادسة : بأن المراد بالتغنّي : الجهر بالقرآن ، لما روي من أنّه « ما أذن اللَّه لشيء كإذنه لنبيّ يتغنّى بالقرآن ويجهر به » [4] انتهى . بناء على أنّ « يجهر » تفسير ليتغنّى . وسابعة : بأنّ المراد بالتغني : التلذّذ والاستحلاء والاستعذاب ، كاستحلاء أصحاب الطرب للغناء والتذاذهم به . وثامنة : بأنّ التغنّي من غنى الرجل بالمكان والمغني إذا طال مقامه ، قال السيّد
[1] . أمالي السيّد المرتضى ، ج 2 ، ص 24 وعن أبى عبد اللَّه ( ع ) نظيره فراجع الكافي ، ج 2 ، ص 305 ، حديث 8 . [2] . أمالي السيّد المرتضى ، ج 2 ، ص 24 . [3] . أمالي السيّد المرتضى ، ج 2 ، ص 24 . [4] . ورد هذا الحديث باختلاف يسير مع ما في المتن فراجع ، سنن النسائي ، ج 2 ، ص 180 ومسند الإمام احمد ، ج 2 ، ص 271 و 285 و 450 أيضا المبسوط للشيخ رحمه اللَّه ، ج 8 ، ص 227 .