ببيت النابغة : إذا حاولت في أسد فجورا * فانّي لست منك ولست منّي « 1 » وقيل إنّه أراد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ليس على ديننا . انتهى . [1] وجه الاستدلال : أن المراد بالتغنّي بالقرآن استعمال الغناء في قراءة القرآن ، وليس المراد به الصوت اللهويّ المحرّم لحرمة استعماله في غير القرآن فكيف يجوز استعمال فيه ؟ فيتعيّن كون المراد به الصوت المطرب المجرّد عن اللهو ، فإذا ثبت جوازه فيه ثبت في غيره بطريق أولى فتأمّل . واعترض عليه : تارة : بضعف السند . وأخرى : بأنّ مثل هذين الخبرين محتمل للوضع للتقرّب إلى خلفاء الجور المولعين بسماع الغناء وحكاية غياث [2] بن إبراهيم مع المهدي بن المنصور معروفة . وثالثة : بأن ظاهر قوله : « ليس منّا » وجوب التغنّي ، ولا قائل به ، ولذا قال القاسم بن سلَّام : لو كان معناه الترجيع لعظمت المحنة علينا بذلك ، إذ لو كان من لم يرجّع بالقرآن فليس منه [3] انتهى . وقال السيد رحمه اللَّه إنّه محال أن يخرج من دين النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وملَّته من لم يحسن صوته بالقرآن ويرجّع فيه . انتهى [4] . ورابعة : بأنّ المراد هو تحسين الصوت بالقرآن المأمور به في أخبار كثيرة ، لا الصوت
[1] . أمالي السيد المرتضى ، ج 1 ، ص 27 . [2] . ربيع الأبرار ، للزمخشري ، ج 3 ، ص 205 والقصة واردة أيضا في أبي البختري القاضي مع الرشيد فراجع ، كتاب مذاهب ابتدعتها السياسة في الإسلام ، لعبد الواحد الأنصاري ، ص 9 . [3] . أمالي السيد المرتضى ، ج 2 ، 24 . [4] . أمالي السيّد المرتضى ، ج 2 ، ص 28 .