ولا احتمال ورودهما للتقيّة ، بعد كون المسألة اختلافية بينهم ، مع أنّ الأصل عدمه ، مع ندرته بالنسبة إلى ما لم يرد لها من الأخبار ، كما لا يخفى . وممّا يقتضي به العجب أنّ بعض الفحول [1] زعم : أنّ الروايتين من أدلَّة من جوّز الصوت اللهويّ ، فإنّ المراد بالغناء مطلق الصوت المشتمل على الترجيع ، فهو قد يكون مطربا ملهيا فيحرم ، وقد لا ينتهي إلى ذلك الحدّ فلا يعصى به . وأنت خبير بأنّه لم يذهب إلى تجويز الصوت اللهويّ أحد من أصحابنا حتى تكون الروايتان مستنده ، نعم ، ربّما يتوهّم من بعض [2] المحدّثين في بادي الرأي ، ولكن التأمّل في عبارته [3] يعطي ما أشرنا إليه ، فتأمّل . والظاهر أنّ من صرّح من العامّة بتجويز الصوت اللهويّ مطلقا ، أو في الجملة ، أراد به غير ما فسّرناه من المهيّج للشهوات المزيّن للسيّئات ، وإن جوّزوا استعمال بعض آلات اللهو ، فتدبر . ومنها : ما ورد بمدح الصوت الحسن مطلقا مثل قوله تعالى : * ( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ ) * [4] انتهى . بناء على تفسيره بالصوت الحسن كما نقله الغزالي [5] ورواه الصدوق أيضا عن محمد ابن أحمد بن الحسين البغدادي ، عن علي بن محمد بن عنبسة ، عن دارم بن قبيصة ، عن الرضا عليه السّلام عن آبائه عليهم السّلام قال : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « حسّنوا القرآن بأصواتكم فإنّ
[1] . راجع المكاسب للشيخ الأنصاري ره ، ص 38 . قوله ره لو لا استشهاده بقوله ليست بالتي تدخل عليها الرجال . كما في المنتقد ، ص 165 ، جلد المتاجر - مخطوط . [2] . الظاهر ان المراد به الفيض الكاشاني رحمه اللَّه كما في المنتقد مجلد المتاجر ، ص 165 - مخطوط . [3] . راجع المقدمة الحادية عشرة من مقدمات الصّافي ، ج 1 ، ص 46 . [4] . سورة فاطر ، آية 1 . [5] . احياء علوم الدين ، ج 2 ، ص 295 ، أيضا راجع مجمع البيان ، ج 8 ، ص 400 .