الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا » وقرأ : * ( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ ) * [1] انتهى . ومثل قوله تعالى : « إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ » [2] بناء على ما ذكره الغزالي أيضا من أنّه يدلّ بمفهومه على مدح الصوت الحسن [3] ، فتأمّل . ومثل قوله صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فيما روي في بعض الكتب : « لم يعط أمّتي أقلّ من ثلاث : الجمال والصوت الحسن والحفظ » [4] انتهى . وقوله صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « إن من أجمل الجمال الشعر الحسن ونغمة الصوت الحسن » [5] انتهى . وما روي في بعض الأخبار من أنّه « ما بعث اللَّه نبيّا إلَّا حسن الصوت » [6] انتهى . وما في بعضها أنّ داود كان حسن الصوت في النياحة على نفسه ، وفي تلاوة الزبور حتّى كان يجتمع الإنس والجنّ والوحوش والطير لسماع صوته ، وكان يحمل من مجلسه أربعمائة جنازة [7] انتهى . ووجه الاستدلال : ما عرفته في المقدّمة التاسعة من عدم الفرق بين الغناء والصوت الحسن ، نعم الانقسام إلى اللهويّ وغيره يجري في الأوّل دون الثاني ، نظرا إلى إطلاق ما دلّ على مدحه من الأخبار . فهذه الاخبار تدلّ على جواز استعمال الصوت المطرب الذي لا يكون لهويّا ، وإن كان غناء لغويا ، فليتأمل .
[1] . عيون اخبار الرضا ، ج 2 ، ص 68 ، حديث 322 ، أخرجه في تفسير نور الثقلين ، ج 4 ، ص 350 . [2] . سورة لقمان ، آية 19 . [3] . احياء علوم الدين ، ج 2 ، ص 295 . [4] . الخصال مسندا عن أبى عبد اللَّه ( ع ) عن رسول اللَّه ( ص ) ، فراجع الخصال المترجم ، ص 155 أيضا وفي الكافي ، ج 2 ، ص 615 ، حديث 7 . [5] . الكافي ، ج 2 ، ص 615 ، حديث 8 . [6] . الكافي ، ج 2 ، ص 615 ، حديث 10 . [7] . احياء علوم الدين ، ج 2 ، ص 295 ، قال محقق الكتاب في ذيل الصفحة : لم أجد له أصلا .