responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ذريعة الاستغناء في تحقيق مسآلة الغناء نویسنده : ملا حبيب الله الشريف الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 71

إسم الكتاب : ذريعة الاستغناء في تحقيق مسآلة الغناء ( عدد الصفحات : 173)


ثمّ إذا عرفت ذلك كلَّه ، فاعلم أنّ الغناء ليس موضوعا لمجرّد الصوت لغة ولا عرفا ، إذ من البديهيّ أنّ أصوات الطيور مثلا لا تسمّى غناء حقيقة وإن أطلق عليها مجازا كما قال النابغة :
بكاء حمامة تدعو هديلا * مفجعة على فنن تغنّي « 1 » قال السيّد المرتضى رحمه اللَّه في « غرره ودرره » فشبّه صوتها لما أطرب إطراب الغناء ، بالغناء انتهى [1] .
فسقط ما في المصباح من تفسيره بالصوت [2] إن أراد به ظاهره ، ولا يثبت الوضع بقول لغويّ واحد ، ولا سيّما إذا كان معارضا بمخالفة الأكثر ، وقد بيّنا في المقدمة الخامسة أن الظنّ الحاصل بقول اللغويّ ليس من الظنون المخصوصة الخارجة عن أصالة حرمة العمل بالظنّ ، وليس من الظنون اللفظية ، هذا ، مع أنّه لا ظنّ مع مخالفة أكثر اللغويين .
بل ، هو موضوع قطعا للصوت المكيّف بكيفية خاصّة ، مردّدة بين الكيفيّات المذكورة ، والرجوع إلى العرف لعدم انضباطه غير مجد في الكشف عن الوضع اللغويّ ، وأكثر الكيفيات المذكورة غير مذكور في كتب اللغة ، وإنّما المذكور فيها أمور أشهرها اعتبار الترجيع والتطريب خاصّة .
فالأظهر ثبوت وضع هذا اللفظ لكلّ صوت مشتمل على الوصفين .
مع احتمال وضعه للمشتمل على الأوّل خاصّة ، نظرا إلى الأصل ، فتدبّر .
ويمكن القول بأنّ هذا اللفظ صار حقيقة عرفية في الصوت اللهويّ والمقترن بالملاهي ، لشيوع استعماله فيهما ، وكثرة وجودهما في جميع الأعصار بحيث يكونان متبادرين من إطلاق هذا اللفظ ، بل يمكن دعوى تبادرهما - ولو مع قطع النظر عن كثرة الاستعمال وغلبة الوجود - فتأمل .
والحاصل : أن الغناء حقيقة عرفية في الصوت اللهويّ بالمعنى الأعم ، أي ما يتلهّى به من



[1] . غرر الفوائد ودرر القلائد « أمالي السيد المرتضى » ، ج 1 ، ص 25 .
[2] . المصباح المنير للفيومى ، ص 126 - ذيل مادّة غنّ .

71

نام کتاب : ذريعة الاستغناء في تحقيق مسآلة الغناء نویسنده : ملا حبيب الله الشريف الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست