التفكيك ، نعم ، لو أريد بالترجيع مصطلح أرباب الموسيقى فله وجه ، فإنّه مبنيّ على المناسبات العددية المقترنة بالألحان المستحسنة والنغمات المعجبة ، الجارية على الكلمات الموزونة ، الموافقة للأصول العروضية ، وقد تقدم في المقدّمة التاسعة ما يبيّن هذا ، ولكنّه بعيد . ومنها : أنّه الصوت الممدود المحسّن المشتمل على الترجيع . حكي عن ( مفتاح الكرامة ) زاعما أنّ مرادهم بالإطراب في تفسير الغناء هو مدّ الصوت وترجيعه وتحسينه ، لا الخفّة الموجبة لشدّة سرور أو حزن ، لما في جملة من كتب اللغة من تفسير التطريب بذلك قال : فكأنّه قال في القاموس [1] الغناء من الصوت ما مدّ وحسّن ورجّع [2] انتهى . وفيه : أنّ هذا خلاف الظاهر من كلماتهم ، ولا سيّما كلمات من عبّر بالترجيع المطرب ، بل الظاهر : أنّ المدّ والترجيع معنى مجازيّ للتطريب ، وإلَّا لزم الاشتراك المرجوح . قال بعض مشايخنا المدقّقين : مع أنّهم لم يذكروا للطرب معنى آخر ، أي غير الخفة التي تعتري لحزن أو سرور ، ليشتق منه لفظ التطريب والإطراب . مضافا إلى أنّ ما ذكر في معنى التطريب من الصحاح والمصباح إنّما هو للفعل القائم بذي الصوت ، لا الإطراب القائم بالصوت ، وهو الأجود في تعريف الغناء عند المشهور دون فعل الشخص [3] انتهى فتأمل . ومنها : أنّه الصوت المشتمل على لهو الكلام أو المقترن بالملاهي . حكى عن جماعة منهم السبزواري [4] والمحدّث [5] الكاشانيّ .