كقراءة أصحاب الألحان اآ اآ اآ قاله الطريحي في المجمع [1] . والأولى تفسيره بالصوت المرجّع الممدود . ومنها : أنّه الصوت المشتمل على الترجيع المطرب . ذكره الأكثرون ، ولعلَّه مراد من فسّره بالسماع كما في ( الصحاح ) [2] ومن فسّره بمدّ هذا الصوت كما في الروضة [3] وغيرها لما عرفته من انّه تفسير للتغنّي فتسامحوا في تفسير الغناء به . وربّما ينسب هذا إلى ثاني المحقّقين حيث قال في ( جامع المقاصد ) : ليس مجرّد مدّ الصوت محرّما وإن مالت إليه النفوس ما لم ينته إلى حدّ يكون مطربا بالترجيع المقتضي للإطراب [4] انتهى . ولكنّك خبير بأنّه في صدد تفسير المحرّم من الغناء لا مطلق ما يسمّيه العرف غناء ، وهذا محتمل في عبارات كثير من الفقهاء ، بل لعلَّه ظاهر منها . قال ثاني الشهيدين في ( المسالك ) : إنّه مدّ الصوت المشتمل على الترجيع المطرب ، فلا يحرم بدون الوصفين ، أعنى الترجيع مع الإطراب ، وإن وجد أحدهما [5] انتهى . ونحوه عبارات جماعة من فقهائنا ، فإنّ ظاهرهم أنّهم في مقام تشخيص الحكم ، لا في مقام تشخيص الموضوع اللغويّ . ومن هنا ترى جمعا منهم يردّون ذلك إلى العرف فيقولون : ما سمّى فيه غناء يحرم وإن لم يطرب . قال الفاضل المقداد في شرح ( النافع ) : المراد بالغناء ما يسمّى في العرف غناء [6] انتهى . يعني أنّ المراد بالغناء المحكوم عليه بالحرمة ما يسمّى فيه غناء ، إذ من البعيد إرادة
[1] . مجمع البحرين ، ج 4 ، ص 236 . [2] . راجع مختار الصحاح ، ص 483 - دار الكتاب العربي ، بيروت . [3] . الروضة البهية ، ج 3 ، ص 212 - تحقيق السّيّد محمد كلانتر . [4] . جامع المقاصد ، ج 4 ، ص 23 . [5] . مسالك الافهام ، ج 1 ، ص 165 . [6] . التنقيح الرائع .