إسم الكتاب : ذريعة الاستغناء في تحقيق مسآلة الغناء ( عدد الصفحات : 173)
هو كيفيّات الأصوات الخاصّة ، وموضوع علم الموسيقى إنّما هو : الصوت من حيث هو صوت ، وإن كان تحقّق الصوت غالبا في قالب الكلام ، لا الكلام من حيث إنّه كلام ، ولا من حيث إنّه مهمل أو موضوع ، أو نظم أو نثر ، أو مدح أو ذمّ ، أو مفاخرة وذكر نسب ، أو حكاية رزيّة والتلهّف على نازلة . فلا يعتبر في اتّصاف الصوت بمصطلحات أصحاب الموسيقى ملاحظة المفردات ومعانيها ، كما لا يخفى ، بل الملحوظ إنما هو نفس الصوت والنغمة . إلى أن قال : وكيف كان ، فلا وجه لجعل الحداء قسيما للغناء ، إذ ليس هو من أقسام كيفيّات الصوت ، إلى آخر ما ذكره [1] فليتدبّر . وظهر أيضا ممّا بيّناه ضعف ما ذكره بعضهم من أنّ حمل الغناء على معناه اللغوي لا يوجب التعارض بين ما دلّ على مدح تحسين الصوت ، وما دلّ على ذمّ التغنيّ ، لاختلافهما موضوعا ، فيختلف مورد المدح والذمّ ، فليتأمّل . المقدّمة العاشرة : اللهو : يستعمل في معان : منها : مطلق ما لا فائدة فيه ، وإن كان مباحا كاللعب بالتراب . ومنها : ما يشغل الإنسان عمّا يعنيه ويهمّه ، وإن اشتمل على منفعة يسيرة . ومنها : مطلق الغفلة عن شيء ، والاشتغال عنه بأمر آخر . ومنها : الاشتغال عن خصوص ذكر اللَّه . ومنها : مطلق الباطل والمحرّم من القول والفعل . والظاهر أنه موضوع للجامع بين هذه المعاني ، أو لخصوص بعضها ، لئلَّا يلزم الاشتراك اللفظي .