responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ذريعة الاستغناء في تحقيق مسآلة الغناء نویسنده : ملا حبيب الله الشريف الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 57


وملاسته ، وقصر المنفذ وضيقه حدة وثقلا ، وقد يختلف بملائمة الطبع ومنافرته فيتصف بالحسن والكراهة .
وقد تختلف آثاره فمنه ما يورث السرور والانبساط ، ومنه ما يوجب الضحك ، ومنه ما يورث البكاء ، ومنه ما يوجب الانزجار عن هذه الحياة والميل إلى الحياة الباقية ، وتذكَّر الجنة والشوق إلى العالم الأعلى ، ومنه ما يهيّج الشهوات ويزيّن السيّئات ، نظير أنواع مدركات البصر في اختلاف آثارها .
وكيف كان ، فالصوت مهيّج للقلب ومحرّك له وموجب لظهور ما هو الغالب عليه من الأخلاق والحالات .
قال أبو حامد محمّد بن محمّد بن محمّد الغزّالي في كتاب « إحياء علوم الدين » : للَّه تعالى سرّ في مناسبة النغمات الموزونة للأرواح ، حتى إنها لتؤثّر فيها تأثيرا عجيبا ، فمن الأصوات ما يفرح ، ومنها ما يحزن ، ومنها ما ينوّم ، ومنها ما يضحك ويطرب ، ومنها ما يستخرج من الأعضاء حركات على وزنها باليد والرجل والرأس .
ولا ينبغي أن يظنّ أنّ ذلك لفهم معاني الشعر ، بل هذا جار في الأوتار حتى قيل : من لم يحرّكه الربيع وأزهاره والعود وأوتاره فهو فاسد المزاج ليس له علاج .
وكيف يكون ذلك لفهم المعنى ، وتأثيره مشاهد في الصبيّ في مهده ، فإنّه يسكته الصوت الطيّب عن بكائه ، وتنصرف نفسه عمّا يبكيه إلى الإصغاء إليه ، والجمل مع بلادة طبعه يتأثّر بالحداء تأثّرا يستخفّ معه الأحمال الثقيلة ويستصغر لقوّة نشاطه في سماعه المسافات الطويلة ، وينبعث فيه من النشاط ما يسكره ويولَّهه ، فتراها إذا طالت عليها البوادي واعتراها الإعياء والكلال تحت المحامل والأحمال ، إذا سمعت منادي الحداء تمدّ أعناقها ، وتصغي إلى الحادي ناصبة آذانها ، وتسرع في سيرها حتى تزعزع عليها أحمالها ومحاملها ، وربما تتلف أنفسها من شدّة السير وثقل الحمل ، وهي لا تشعر به لنشاطها .
فقد حكى أبو بكر محمد بن داود الدينوري المعروف بالرقّي قال : كنت بالبادية فوافيت قبيلة

57

نام کتاب : ذريعة الاستغناء في تحقيق مسآلة الغناء نویسنده : ملا حبيب الله الشريف الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست