responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ذريعة الاستغناء في تحقيق مسآلة الغناء نویسنده : ملا حبيب الله الشريف الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 138


نعم ، قد يكون ذلك مذموما كالحزن على ما فات المنهيّ عن [1] الأسى عليه في الكتاب العزيز [2] ، وكالحزن على فراق محبوب غير محبوب شرعا ، فإنّه طلب لمعصية اللَّه ، كما أنّ الأول تسخّط لقضاء اللَّه ، وربما يكون تأسّفا على ما لا تدارك له .
قال الغزالي : فهذا الحزن لمّا كان مذموما كان تحريكه بالنياحة مذموما ، فلذلك ورد النهي الصريح عن النياحة . انتهى [3] .
هذا ، مع أنّ التغنّي بالمراثي قد يوجب الفرح ، لما نشاهد من أنّ المكروب المهموم قد يحضره فيصير منبسطا مبتهجا مرفوع الهمّ باستماع الألحان الطيّبة والنغمات الموزونة ، فيحصل له بذلك من الفرح والانبساط ما لا يحصل له من ضرب الأوتار والمزامير ، كما عرفته من كلام بعض المدققين .
وقد أحسن في ردّ الأردبيلي رحمه اللَّه لمّا استدلّ بهذا حيث قال : إن نظره إلى المراثي المتعارفة لأهل الدّيانة التي لا يقصدونها إلَّا للتفجّع ، وكأنّه لم يحدث في عصره المراثي الَّتي يكتفي بها أهل اللهو والمترفون من الرجال والنساء عن حضور مجالس اللهو وضرب العود والأوتار والتغنّي بالقصب والمزمار ، كما هو الشائع في زماننا الذي قد أخبر النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بنظيره في قوله صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « يتّخذون القرآن مزامير » .
كما أنّ زيارة سيّدنا ومولانا أبي عبد اللَّه عليه السّلام صار سفرها من أسفار اللهو والنزهة لكثير من المترفين ، وقد أخبر النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بنظيره في سفر الحج ، وأنه : « يحجّ أغنياء أمتي للنزهة والأوساط للتجارة والفقراء للسمعة » وكأنّ كلامه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم كالكتاب العزيز ، وارد في مورده وجار في نظيره . انتهى [4] .



[1] . كذا الصواب ، وفي الأصل : المنهي على .
[2] . قال تعالى . : * ( لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ) * الآية ، الحديد ، 57 - 23 .
[3] . احياء علوم الدين ، ج 2 ، ص 301 .
[4] . كتاب المكاسب للشيخ الأنصاري ( ره ) ، صص 40 - 39 .

138

نام کتاب : ذريعة الاستغناء في تحقيق مسآلة الغناء نویسنده : ملا حبيب الله الشريف الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست