اللهم ارفع درجته وارحمه ، كما ربّاني صغيرا ، وأحسن لي كبيرا ، واحشره مع أجداده الأئمّة المعصومين ، آمين يا رب العالمين . وأنا مع ذلك قد حضرت مجلس الحاج الملَّا ميرزا محمّد الأندرماني ( سنتين ) . ومجلس الحاج الميرزا أبي القاسم المعروف بكلانتر ( سنة ) . وقرأت عليهما شطرا وافيا من ( فرائد الشيخ المرتضى ) . وقد قرأت قبل ذلك - في بداية تحصيلي - شطرا من ( الفصول ) على الشيخ محمّد الأصفهاني ، ابن أخت مصنّفه ، وقد قرأه على خاله . وشطرا من ( القوانين ) على الحاج الملَّا هادي المدرّس الطهراني . وشطرا من الحكمة على بعض أكابر تلامذة الحاج الملَّا هادي السبزواري . ثمّ ذهبت - بعد ذلك كلَّه - إلى العتبات العاليات ، للزيارة ، ولإدراك خدمة الشيخ المرتضى للاستفادة ، فلما وصلت إلى ( كربلاء المشرّفة ) نعيت بوفاة الشيخ [ عام 1281 ] . فكنت أحضر في الليالي مجلس الفاضل الأردكاني رحمه اللَّه . ثمّ ذهبت إلى ( النجف الأشرف ) فما حضرت مجلس درس أحد من علمائه ، لاختلال مجالس الدروس وتعطيلها بفوت الشيخ رحمه اللَّه . فرجعت إلى كاشان . ثمّ عزمت على التشرّف بخدمة المولى الجليل الأعلم الأتقى الفاضل الصمداني ، الملَّا زين العابدين الگلپايگاني ، فلما وصلت إلى خدمته في گلپايگان وجدته معتزلا عن أبناء الزمان ، وكان لا يخرج من بيته ، وقد ترك الدرس ومجلس القيل والقال ، وصارت عينه مؤوفة ، ولكنّي استفدت منه فوائد جليلة ، فأوصاني بعدم تحمّل أعباء المرافعات ، وعدم الاشتغال بالملهيات عن ذكر اللَّه خالق البريّات ، والمراودة مع أهل الدنيا من الحكام والتجّار .