إسم الكتاب : ذريعة الاستغناء في تحقيق مسآلة الغناء ( عدد الصفحات : 173)
رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم رخّص في أن يقال : جئناكم جئناكم ، حيّونا حيّونا نحييكم [1] . فقال : « كذبوا ، إنّ اللَّه يقول : * ( وما خَلَقْنَا السَّماءَ والأَرْضَ وما بَيْنَهُما لاعِبِينَ لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ * بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ ولَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ) * [2] ثم قال : « ويل لفلان مما يصف » رجل منكم لم يحضر المجلس » [3] انتهى . قيل « من لدنّا » أي من جهة قدرتنا ، فإنّا قادرون على ذلك ، ثمّ استعار لذلك القذف والدمغ تصويرا لإبطاله وإهداره ومحقة ، فجعله كأنّه جرم صلب كالصخرة ، مثلا ، قذف به على جرم رخو أجوف فدمغه [4] انتهى . وما رواه عنه أيضا عن أحمد بن محمد ، عن محمّد بن سنان ، عن عاصم بن حميد ، قال : قال لي أبو عبد اللَّه عليه السّلام : « أنّى كنت ؟ » فظننت أنه قد عرف الموضع ، فقلت : جعلت فداك ، إنّي كنت مررت بفلان فدخلت إلى داره ونظرت إلى جواريه ، فقال : « ذاك مجلس لا ينظر اللَّه إلى أهله ، آمنت اللَّه على أهلك ومالك » [5] انتهى . قال في ( الوسائل ) : هذا لا تصريح فيه بالغناء ، لكن فهم الكليني منه ذلك فأورده في باب الغناء ، وقرينته أنّه لا وجه للتهديد لولاه ، لأنّ النظر إلى الجواري بإذن سيّدهنّ جائز ، وقد أذن للراوي [6] انتهى فتدبر . وما رواه عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن عنبسة ، عن الصادق عليه السّلام قال : « استماع اللهو والغناء ينبت النفاق كما ينبت الماء الزرع » [7] انتهى .
[1] . انظر تلبيس إبليس لأبي الفرج الجوزي ، ص 225 . [2] . الأنبياء : 16 - 18 . [3] . الوسائل ، ج 12 ، ص 228 ، حديث 15 . [4] . الوافي ، ج 17 ، ص 213 . [5] . الوسائل ، ج 12 ، ص 236 ، حديث 4 وذيل الصفحة . [6] . الوسائل ، ج 12 ، ص 236 ، حديث 4 وذيل الصفحة . [7] . الوسائل ، ج 12 ، ص 235 ، باب 101 ، حديث 1 .