الأوّل : ما روي عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم من طرق العامّة مثل ما رواه الغزّالي وغيره عن جابر عنه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قال : « كان إبليس أوّل من ناح وأوّل من تغنّى » انتهى . قال في ( الإحياء ) : فقد جمع بين النياحة والغناء ، فكما يحرم الأول يحرم الثاني [1] انتهى . وما ورد عن أبي أمامة عنه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قال : « ما رفع أحد صوته بغناء إلَّا بعث اللَّه له شيطانين على منكبيه يضربان بأعقابهما على صدره حتى يمسك » [2] ورواه في جامع الاخبار أيضا [3] . وما رووه عن عبد الرحمن بن عوف عنه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم أنه قال : « إنما نهيت عن صوتين فاجرين صوت عند نغمة وصوت عند مصيبة » انتهى [4] . وما رفعه بعضهم إليه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قال : « الغناء ينبت في القلب النفاق » . ولكن في الإحياء أنه قول ابن مسعود ، وأن إسناده إليه غير صحيح [5] انتهى . وما رواه الطبرسي في ( مجمع البيان ) بطرقهم عنه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قال : « من ملأ مسامعه من غناء لم يؤذن له أن يسمع صوت الروحانيين يوم القيامة » قيل وما الروحانيون يا رسول اللَّه ؟ قال : « قرّاء أهل الجنة » [6] انتهى . والجواب - مضافا إلى ما يأتي - أنّ ضعف الإسناد مانع من الاستناد . والثاني ما روي عنه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم من طرق الخاصة مثل ما رواه العياشي في تفسيره عن جابر بن عبد اللَّه ، عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قال : « كان
[1] . احياء علوم الدين ، ج 2 ، ص 310 والجملة الأخيرة ليست في الأحياء . [2] . احياء علوم الدين ، ج 2 ، ص 310 . [3] . جامع الاخبار ص 180 . [4] . سنن الترمذي باب الجنائز ، ص . [5] . احياء علوم الدين ، ج 2 ، ص 311 . [6] . مجمع البيان ، ج 8 ، ص 314 .